بعد مرور أكثر من شهرين على ولادة «هيدا حكي» الذي يقدّمه عادل كرم على قناة mtv (الثلاثاء _ 21:30)، لم يستطع البرنامج الساخر أن يحدث الضجة المبتغاة، بل دخل في دوّامة الملل منذ بدايته. لكن أوّل من أمس، كسب «هيدا حكي» الرهان فصار حديث البلد. عرض البرنامج صورة مستوحاة من برنامج «الرقص مع النجوم» (mtv) حيث ظهر النائبان بهية الحريري ورئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد وهما يرقصان على أغنية «كان صديقي» (غناء ملحم زين). للوهلة الأولى، يبدو الأمر عادياً.
إلا أنّ منتج البرنامج طارق كرم ركّب صورة رأس الحريري (مرتدية الحجاب) على جسد إحدى المشتركات في «الرقص مع النجوم» التي ترتدي بذلة رقص شرقية. لم تمرّ الصورة بهدوء على الشاشة، بل خلقت توتراً في مدينة صيدا (الجنوب)، وأقدم شبّان على قطع جسر الأولي، معترضين على صورة الحريري. بدوره، حاول عادل كرم أن يخفّف من وطأة الحادثة، فنشر اعتذاراً على صفحته على تويتر جاء فيه «الستّ بهية بتمون وقلبها كبير، والاعتذار واجب على هفوة الحرمة الدينية غير المقصودة في المونتاج ولشخص السيدة الفاضلة الحريري». هذه الكلمات خفّفت قليلاً من حدّة الأزمة، لكنها لم تغلق الملفّ. في اتصال مع طارق كرم، أوضح الأخير لنا أنّه يتحمّل مسؤولية الخطأ الذي حدث وليس المقدّم الذي يقرأ السكريبت فقط. ويعترف كرم «لقد شاهدت الصورة قبل عرضها، لكني لم أتوقع أن تحدث هذه الضجّة. لقد كان توقيت بثّها خاطئاً، في ظلّ التوتر السياسي الحاصل في البلاد، لكن الناس كبّروا القضية أكبر مما هي تحتمل».
برأي المنتج، فإنّ «اعتذار عادل كان وافياً وكافياً». وعن احتمال لجوء الحريري إلى رفع قضية تتهم البرنامج بتشويه صورتها أمام القضاء، يجيب «في حال إقدامها على تلك الخطوة، سأقوم بنشر رسائل التهديد التي وصلتني من أنصارها وهدّدت حياتي وحياة عائلتي». ليست المرة الأولى التي يتحرّك فيها الشارع نتيجة برنامج ساخر. في عام 2006، قلّد برنامج «بس مات وطن» (إخراج شربل خليل) الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، ويومها قطع مناصروه طريق المطار. وفي عام 2013، تعرّض البرنامج لهجمة آتية من الأصولية المسيحية هذه المرة بسبب تقليد البطريرك السابق مار نصر الله بطرس صفير (الأخبار 30/4/2013).

* «هيدا حكي» كل ثلاثاء 21:30 على mtv

يمكنكم متابعة زكية ديراني عبر تويتر | @zakiaDirani




تصفير المشاكل

عند سؤال طارق كرم عن طبيعة العلاقة التي تربطه حالياً ببيت الحريري، يوضح «العلاقة جيدة بل وطيدة، وخصوصاً مع أحمد الحريري الأمين العام لـ«تيار المستقبل». أما مع قناة «المستقبل»، فقد حلّت المشاكل بيننا أخيراً، بعدما تقاضى فريق عمل «لا يملّ» أتعابه المادية من المحطة، بعد سنوات من الصراع نجم عنه تركنا للمحطة والانتقال إلى mtv». في سياق آخر، أصدرت جمعية «قُل لا للعنف ــ صيدا» أمس بياناً استنكرت فيه «ما تعرّضت له النائبة الحريري»، وطالبت «الوسائل الإعلامية بتحمّل مسؤوليتها، من خلال عدم التحريض الإعلامي».