«فيينا في بيروت» هو عنوان الأمسية الموسيقية والغنائية التي تحييها «الأوركسترا الفلهارمونية الوطنية» مساء اليوم. فيينا ليست عاصمة النمسا فحسب، بل عاصمة الموسيقى التي شكّلت قبلة المؤلفين الكبار منذ القرن الثامن عشر. لفيينا وجوه موسيقية عديدة، أحدها معروف بالفالسات (والمارشات) التي وضعها آل شتراوس، من المؤسس يوهان الأب، إلى الاسم الأشهر يوهان الابن، وشقيقَيه يوزيف وإدوارد. إلى آل شتراوس، تضاف أسماء أخرى (أبرزها يوزيف لانر) غذّت هذا اللون الكلاسيكي شبه المستقل، «الخفيف» نسبياً والفرِح عموماً. توقيت الأمسية يأتي تماهياً مع التقليد السنوي الخاص بهذا الريبرتوار الذي يقام عند الساعة 11:15 من قبل ظهر أول يوم من السنة في الصالة الذهبية في فيينا، أو ما يُعرَف بـ «حفلة رأس السنة» التي تحييها «أوركسترا فيينا الفلهارمونية» والتي تختار من سيقودها في كل مرّة (تغيير القائد تقليد اعتُمِد منذ عام 1987، أما قائدها هذه السنة فكان الألماني كريستيان تيليمان) لأداء برنامجٍ ثابتٍ بجزءٍ منه ومتبدّل بجزئه الآخر، مع تقاليد خاصة غير مألوفة عموماً في الموسيقى الكلاسيكية (مثل تصفيق الجمهور المرافق لإحدى المقطوعات).إذاً، بين تمثال يوهان شتراوس الابن الذي يزيّن البوستر، وعنوان الأمسية المرتقبة الليلة، يصبح الجو العام للموعد واضحاً نسبياً. هكذا سيضمّ البرنامج بعضاً من أعمال الريبرتوار المشار إليه أعلاه، بالإضافة إلى أعمال غنائية (غناء منفرد وثنائيات)، إذ يشارك في «فيينا في بيروت» المغنّيان أو شبه الثنائي اللبناني (بفعل إحيائهما أمسيات عدة مشتركة) الذي يتألف من السوبرانو المرِحَة لارا جوخدار (الصورة) وهي من أبرز الوجوه المحلية في مجال الغناء الأوبرالي، والباريتون فادي جانبار الذي يتمتّع بخبرة في الأعمال الدينية الكلاسيكية والأعمال الأوبرالية ذات الطابع الخفيف والأوبريت (النمط الذي راج في فرنسا والنمسا في القرن التاسع عشر). أما قيادة الأوركسترا، فأوكِلَت إلى المايسترو النمساوي مانفرد موساور، الخبير بهذا الريبرتوار بحكم أصوله واهتماماته وتسجيلاته.

* «فيينا في بيروت»: 20:30 مساء اليوم ــــ «كنيسة القديس يوسف» (الأشرفية ـــ شارع مونو). الدخول مجّاني.