العبد يباع مرةً واحدة. العامل مضطر لأن يبيع نفسه كل يوم وكل ساعة. العبد الفرد، الذي يملكه سيد واحد، وجوده مضمون، رغم بؤس هذا الوجود، لأن لسيده مصلحة في ذلك. أما البروليتاري الفرد، الذي تملكه الطبقة البورجوازية بأسرها، فوجوده ليس مضموناً لأن الذي يشتري عمله لا يفعل ذلك إلا عند حاجته إليه. والطبقة البورجوازية لا تضمن البقاء إلا للطبقة العاملة برمتها، بما هي طبقة. العبد لا يدخل المنافسة، البروليتاري غارق فيها لأذنيه. يتكوى من أدنى ذبذبة من ذبذباتها. المجتمع يعتبر العبد شيئاً، ويرفض الاعتراف به عضواً فيه. وعلى العكس من ذلك، فالمجتمع يعترف بالبروليتاري ككائنٍ بشري وكعضوٍ في المجتمع. لذا قد ينعم العبد بمستوى معيشة أرفع من مستوى معيشة البروليتاري. لكن البروليتاري، مع ذلك، ينتمي إلى مستوى أعلى منزلةً من العبد. يتحرر العبد إذا قضى على علاقة العبودية ــــ من بين جملة علاقات الملكية الفردية القائمة ــــ فيتحول هو ذاته إلى بروليتاري. أما البروليتاري فلا يتحرر إلا إذا قضى على الملكية الفردية ذاتها.
(مسودة البيان الشيوعي: تعاليم الماركسية ــــ فريديريك إنغلز، ترجمة فواز طرابلسي)