تقديم «عرض كتير قوي» هو حلم يراود كلّ فنان. لكنّ بلوغ هذه الغاية دونه الكثير من العقبات والمعاناة على مختلف الأصعدة، لا سيّما في بلادنا. انطلاقاً من هذه المعضلة التي يعيشها الفنانون، وُلدت فكرة مسرحية «عرض كتير قوي» التي كتبها وأخرجها سليمان زيدان، وتنطلق غداً الخميس على خشبة «مسرح أبراج» (فرن الشبّاك) حيث تُعرض أيضاً في 20 و27 كانون الأوّل (ديسمبر) الحالي. برفقة الشاعر والممثل سليم علاء الدين، يجسّد زيدان بطولة العمل الذي تدور أحداثه على المسرح حيث يتعرّض ممثلّ للضغط من قِبل أحد الحاضرين لتغيير موضوع مسرحيّته، فيجد نفسه مرغماً تحت التهديد على التنفيذ.
هنا، يتعاون الثنائي (يحتفظان باسمَيْهما الحقيقيَّيْن أثناء العمل) لكتابة نصّ مسرحي في اللحظة التي لا يريدان فيها أن يترك الجمهور صالة العرض.
ضمن أجواء مليئة بالكوميديا، ووسط نقاشات حادّة، واختلافات الرأي إلى حدّ التناقض، والمخاوف من نقد الصحافة والزملاء الفنانين، تولد مسرحيّة لا يتوقّعها أحد.
يفضّل صاحب مسرحية «أنا مبسوط إنّي ميّت» (2014 ــ مقتبسة عن «كرنفال الأشباح» للكاتب الفرنسي موريس دوكوبرا) عدم كشف المزيد عن العمل المرتقب، ويوضح في حديث مع «الأخبار» أنّ الهدف الأساسي الذي دفعه إلى كتابة هذا النص يتمثّل في رغبته في «توعية العين النقدية لدى جمهور المسرح، وتسليط الضوء على الصراع الداخلي الذي يعيشه الفنان لإنجاز «عرض كتير قوي»، وكلّ ما تنطوي عليه التجربة من وجع وهواجس وصعوبات...». ويشير إلى أنّ النهاية ستكون تراجيدية بامتياز، آملاً أن تتواصل العروض في 2019: «الأمر مرتبط بحجم الإقبال».
أما سليم علاء الدين الذي وقّع أمس الأربعاء ديوان «حبق» ضمن الدورة الـ 62 من «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب»، فيؤكد أنّ نصّ «عرض كتير قوي» فتح شهيّته على العودة إلى المسرح «الذي يشبهني واشتقت إليه كثيراً».
بمجرّد إنهائي القراءة، اتصلت بسليمان وأبديت استعدادي للمشاركة… النص جذّاب وواقعي، ويشبهنا كفنانين ويحاكي معاناتنا في هذا الزمن، خصوصاً لجهة بحثنا الدائم عن الإبداع وحقيقتنا ووجدونا»، يقول.
وردّاً على سؤالنا حول ما إذا كانت هذه المسرحية ستقدر على اختصار ما يعيشه الفنان خلال 45 دقيقة فقط، يرى علاء الدين في الأمر «تحدّياً أكثر منه صعوبة. فنحن نعيش في وقت صار المسرح فيه حالة مهرجانية أو استعراضية، في ظل تضاؤل حيّز الأعمال الدسمة والجديّة، تزامناً مع تردّي وضع المسرح في البلاد عموماً… كما أنّ لدينا مشكلة في الوصول إلى جمهور عريض». ويختم كلامه بالتعبير عن رغبته في أن يسهم «عرض كتير قوي» في تنبيه الناس إلى وجود «مسرح حقيقيّ يتعيّن علينا إعادته إلى سابق عهده… لا شكّ أنّ أعمالاً كهذه ليست معدومة، غير أنّه علينا محاولة إيصالها إلى مروحة أوسع من الأشخاص».

* «عرض كتير قوي»: الخميس 13 و20 و27 كانون الأوّل ــ الساعة الثامنة مساءً ــ «مسرح أبراج» في سنتر «أبراج» (فرن الشبّاك ــ الطابق الثاني السفلي ــ قضاء بعبدا). تباع البطاقات في المسرح وفي «مكتبة أنطوان». للاستعلام: 01/288760 أو 03/586330