بغداد | حملة تضامن جديدة ينخرط فيها مثقفو العراق، تحت عنوان «عودة الكفاءات». قبل أيام، أصدر هؤلاء بياناً يتعلّق بالشاعر شاكر لعيبي (1955) وما يواجهه منذ أعوام لجهة عدم المصادقة على شهادته العلميّة ومعادلتها في الجامعات العراقيّة ليتمكن من العودة إلى سلك التدريس في العراق، رغم محاولات ثلاثة أعوام من المراجعات والمخاطبات إلى الجهات المعنية.
ومن المساعي الحالية التوقيع على البيان المذكور الذي وجّهه المثقفون العراقيون إلى رئيس الوزراء نوري المالكي وإلى وزير التعليم العالي «للتعبير عن معاناة العشرات وربّما المئات من ذوي الكفاءات والمؤهلات العلميّة من الراغبين في العودة إلى بلدهم والمشاركة في بنائه ليصطدموا بالكثير من الحواجز البيروقراطية والروتين الوظيفيّ، وبعدم الشعور بالمسؤولية لدى الكثير من العاملين الحكوميّين الذين يلتقونهم أثناء المراجعات، بما يثبط من عزيمتهم ويدفع بهم إلى اليأس والشعور بلا جدوى جهدهم المبذول». ونوّه البيان إلى أنّ «من أخطر المشاعر التي تنتاب زملاءنا خارج البلاد هو الشعور المتنامي الذي عبّر كثيرون عنه بأنّهم ما عادوا مرغوباً فيهم في بلدهم، ويتعرّضون لطرد مباشر حيناً وغير مباشر أحياناً كثيرة». والمعروف أنّ شاكر لعيبي من أبرز شعراء العراق في جيل السبعينيات، صدر له الكثير من الدواوين وكتب النقد في الفنّ التشكيلي والعمارة، منها ديوانه الأوّل «أصابع الحجر»، و«نصّ النصوص الثلاثة» (دار العودة _ بيروت 1982) و«استغاثات» (دمشق 1984)، و«بلاغة» (دار الفارزة _ جنيف) ...
غادر العراق إلى لبنان عام 1980، ومن هناك إلى عدن مع خروج المقاومة الفلسطينيّة من بيروت عام 1982. بعدها، ثمّ سافر إلى سويسرا ليكمل دراسته، ويحصل عام 2003 على الدكتوراه في علم الاجتماع الفنيّ وتاريخ الفنّ من «جامعة لوزان». زار لعيبي العراق عام 2011 بعد 31 سنة من الغياب.
وشدّد البيان على «معالجة المشكلات التي تعيق عودة ذوي الكفاءات والمؤهلات الراغبين في العودة إلى العراق، وخصوصاً أنّ هناك قانوناً ينظّم ذلك، لكن لن يتمّ هذا من خلال عمل بيروقراطيّ على أيدي موظفين ليس في وارد تفكيرهم طبيعة المشكلة، وليس في اهتمامهم السعي إلى الانتهاء منها، وإنّما من خلال اهتمام رفيع المستوى تتولى تنفيذه لجنة من ذوي الاختصاص والمعرفة الكافية بالخبرات العراقيّة خارج البلد بمختلف تخصصاتهم وتتمتع بمرونة كافية».
هذه القضية ستشكّل لحظة مواجهة حقيقيّة مع النخب السياسيّة وجدية دعواتها بضرورة عودة الكفاءات العراقيّة إلى البلاد، وإعطائها الدور المأمول، عسى أن نضيّق الخناق ولو قليلاً على نسب مؤسفة من الشهادات المزوّرة التي تتحدّث عنها الاستطلاعات ووسائل الإعلام.