عندما عاد زياد الرحباني من مصر، كان في انتظاره السفير الألماني لتقديم أمسية مشتركة مساء الاثنين الماضي. الموعد لم يكن مفتوحاً للجميع، لكن الرحباني لن يطيل الغياب عن الجمهور اللبناني، إذ يحيي الأسبوع المقبل أربع أمسيات متتالية ومختلفة في «المركز الثقافي الروسي»، هذه تفاصيلها:تنظّم Music Saga أربع حفلات للفنان زياد الرحباني في «المركز الثقافي الروسي» (فردان) في 12، 13، 14 و15 الجاري، تحمل جميعها عنوان Les artistes. عموماً، عندما يقيم الرحباني حفلتَين أو ثلاثاً أو أربعاً متتالية، يكون البرنامج متشابهاً إلى حدٍّ ما وكذلك الفرقة والمشاركون الأساسيون فيها. لكن هذه المرّة لكل أمسية نكهة مختلفة، وإن كان الثابت فيها زياد وبعض أعضاء الفرقة الموسيقية، وكذلك جزء من البرنامج في ما خصّ بعض أغنيات زياد الشهيرة ومقطوعات من ريبرتوار الفانك. هكذا، يستضيف في كل ليلة مغنية مختلفة أو أكثر، وعلى هذا الأساس يُعَدَّل البرنامج نمطاً وعناوين.
في الليلة الأولى نجمة الحفلة هي المغنية كريستينا حداد التي تغني بالعربية والإنكليزية والفرنسية والإسبانية، وقد اشتهرت في استعادة كلاسيكيات البوب والسول والفانك والأغنية الفرنسية، وسبق أن غنّت في دول عربية وأجنبية عدة، بالإضافة إلى لبنان. في اليوم التالي، تنضم إلى «مائدة» زياد ثلاث مغنيات لتقديم مروحة أوسع من الأغنيات، بين الكلاسيكيات الغربية وأعمال زياد الخاصة، في حين تطغى النكهة اللاتينية على عموم السهرة. الأولى، ويندي، وهي مغنية كولومبية من أصول لبنانية، لها أغنيات خاصة باللغتين الإنكليزية والإسبانية. الضيفة الثانية في الأمسية الثانية تدعى كاتاليا، وهي أيضاً من أميركا اللاتينية، الإكوادور، ومن أصول لبنانية، والثالثة سيما إتيِّم، التي سبق أن شاركت في أمسيات للرحباني في السنوات الأخيرة، علماً أنها من الأكثر جرأة في التصرّف والارتجال غناءً معه، ولها كذلك تجربة خاصة في كتابة الأغنيات (روك بديل)، وهي موهوبة في هذا المجال مقارنةً بتجارب غربية مشابهة.
في 14 الجاري، تتقاسم الأمسية الثالثة المغنيتان لارا راين ومي عبيد. الأولى، صاحبة صوت رقيق، بدأت الغناء إلى جانب زياد الرحباني منذ سنوات، وهي الأكثر حضوراً في فرقته في الفترة الأخيرة، ويتراوح ريبرتوارها معه بين أغنياته الخاصة ذات المزاج الغربي («صباح ومسا»، «بلا ولا شي»…) وكلاسيكيات الفانك والسول والبوب والبوسا نوفا. أما مي عبيد، فهي مغنية ناشئة، وهذه المرة الأولى التي تطلّ فيها مع زياد. علماً أن أسلوبها في الغناء واهتمامها الفني يميلان نحو الريبرتوار الغربي.
أخيراً، الأمسية الختامية يتقاسمها ربيع الزهر وفرح نخول اللذين سبقا أن شاركا في حفلات لزياد في السنوات الخمس الأخيرة. هذه الليلة ستكون الأكثر عربية / شرقية بين المواعيد الأربعة نظراً لاهتمام نجمَي السهرة بالريبرتوار الشعبي، الرحباني أو اللبناني عموماً.
أما المجهول الأكبر. المجهول الأجمل. المجهول الدائم في الأداء الحي عند زياد الرحباني فهو، وبالأخص في هذا النوع من الأمسيات، صولوهاته التي تزداد أناقةً ونضجاً مع العمر... ليت هذه الثقافة، ثقافة استشعار الارتجال المضبوط، تُعَمم على شريحة واسعة من الناس، لأن فيها من المتعة الآنية ما فقده لحن قديم جميل بتنا نعرفه جيداً. ثمة طريقة واحدة لخلق منظومة الاستمتاع بالارتجال في الدماغ: المثابرة على الاستماع إلى هذا النوع من الموسيقى، وإن أتيح ذلك في عزفٍ حيّ، فهذا أفضل. تلك هي أسرع وسيلة لتحقيق هذه الغاية التي متى رست في الذهن باتت الحاجة إلى تغذيتها مَرَضية!


زياد الرحباني وLes artistes: س:21:00 من 12 حتى 15 الحالي ـــ «المركز الثقافي الروسي» (فردان) ــ للاستعلام والحجز: 03/499970