الأرزة الخضراء، واللونان الأبيض والأحمر. هكذا يمكن تلخيص شكل استوديو الأخبار الجديد الذي دعا المدير العام لـ«تلفزيون لبنان» الصحافيين لمشاهدته. ظهر أمس، كان اللقاء في مقر المحطة الرسمية في منطقة تلّة الخيّاط (بيروت). هناك، كان يفترض أن يتعرّف أهل الإعلام بالمولود الجديد وشبكة البرامج الجديدة، من خلال المؤتمر الذي عقده رئيس مجلس الإدارة المدير العام طلال المقدسي.
لكن في الحقيقة، كل ما كُشف عنه هو الحلة الجديدة لاستوديو الأخبار، فيما بقي الغموض يلف باقي التفاصيل. من العلم اللبناني، استوحي الشكل، فغطى الأبيض والأحمر الجدران التي تحيط بطاولة المذيع وتوسطتها الأرزة، إضافة إلى تثبيت شاشات بلازما عدة عليها، من دون أن ننسى خريطة العالم طبعاً. صحيح أنّ التصميم ليس ثورياً، لكنّه «ظريف ومرتّب». العبارة الأخيرة ترددت كثيراً في أوساط الصحافيين الحاضرين الذين كان عددهم قليلاً نسبياً، فيما كانت الأغلبية من العاملين في «تلفزيون لبنان». وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال وليد الداعوق كان حاضراً أيضاً، ومعه المدير العام للوزارة حسّان فلحة، والممثل اللبناني محمد إبراهيم... أما من «أهل البيت»، فكان أبرز الوجوه مساعد المدير العام والإعلامي واصف عواضة، والإعلامية ندى صليبا. علماً بأنّ المقدسي أكد أنّ الاستوديو أنجز من خلال مواد كانت متوافرة أصلاً في المؤسسة الرسمية ولكنها غير مستخدمة.
«كل لبناني ولبنانية يتوق إلى هذا اليوم». بهذه الجملة، بدأ طلال المقدسي كلمته، ليتحدث عن التغييرات التي طرأت على التلفزيون، إذ سيبث من خلال الألياف البصرية. استوديو الأخبار «خطوة أولى» ستليها خطوات عملية أخرى مثل إنتاج برامج جديدة، وإعداد غرفة أخبار.
بحسب المقدسي، ستكون البرامج مختلفة عن تلك التي تقدّمها القنوات اللبنانية الأخرى لأنّها ستحمّل المؤسسة الرسمية «مسؤولية أدبية، وأخلاقية، وثقافية، واجتماعية»، كذلك فإنّ هدفها لن يكون «سياسياً أو تجارياً». بعدما أكّد أن ورشات العمل على الأرض ستستمر، كشف عن طبيعة البرامج «المتنوّعة» التي يجري الإعداد لها، رافضاً إعطاء تفاصيل إضافية. عدد أسماء بعض الإنتاجات التي ستطل على الشاشة، بينها «ست الدنيا»، و«انت الحكم»، و«التحدي الكبير» (مباريات بين المدارس، سبق أن عرض لسنوات، من إعداد كمال نخلة)، إضافة إلى برنامج حوار سياسي «من دون ضرب بالكراسي، وتراشق بالمياه» على حد تعبير المقدسي. اللائحة تضم أيضاً quiz program، و«ناس وأحداث»، فضلاً عن برنامج اقتصادي.
بعدها، كُشف عن اللوغو الجديد لـ«تلفزيون لبنان»، وعن جينيريك الأخبار، قبل أن يأخذ وزير الإعلام دوره بالحديث. رأى وليد الداعوق أنّ «هذه نقلة نوعية مهمة»، مشيراً إلى أنّها دليل على أنّ التعاون بين القطاعين العام والخاص «يصنع العجائب». ولفت إلى ضرورة الاهتمام بأرشيف التلفزيون، وحثّ أيضاً على إنتاج برامج جديدة للتخلّص من تلك «التركية، والسورية، والمصرية التي اجتاحتنا»، مشدداً على أهمية الحصول على موارد إعلانية. وعن موعد إطلاق كل هذه «الإنجازات» النظرية بمعظمها، أجاب المقدسي بأنّه لم يحدد أي تاريخ بعد لأنّه «كل يوم نكتشف مسألة جديدة، ولا نريد أن نخطو أي خطوة ناقصة».
إذاً، هو مجرّد «جدار صوت» أحدثه المقدسي لإقناع الرأي العام، وخصوصاً معارضيه، بأنّه «ينجز» حيث فشل الآخرون.

يمكنكم متابعة نادين كنعان عبر تويتر | @KanaanNadine