صحوة أصابت أروقة «روتانا» بعد ركود لم يُعرف له مثيل! انطلاقاً من سياسة «الإنفتاح الفني» في السعودية وإقامة حفلات على أراضيها من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، راحت الأخيرة تفتّش عن مغنين قادرين على تلميع صورة المملكة والديوان. لم تجد أفضل من «روتانا». شركة الإنتاج التي أسسها الأمير السعودي الوليد بن طلال في الثمانينات، عاشت عزّها في التسعينات وأوائل الألفين، وكانت من أهمّ الشركات التي احتكرت ابرز النجوم ووقعت عقوداً حصرية معهم. لكن قبل عشرة أعوام، تزعزعت أعمدة الشركة بعدما تركتها مجموعة من الفنانين بسبب عقودها المجحفة. كما أن حالة التقشّف ضربت «روتانا» والسوق الفني، فأقفلت غالبية مكاتبها في الدول العربية، وإقتصرت أنشطتها على طرح الالبومات وإحياء بعض الحفلات. راح حلم بن طلال الفني يتبخّر. لكن «الفورة» الفنية التي ضربت السعودية، وصلت إلى «روتانا» عبر ضخّ مبالغ كبيرة للاستثمار الفني. إذ تحاول الشركة التي يديرها سالم الهندي، أن تستعيد شبابها عبر توقيع عقد مع تطبيق ‪Deezer‬ الموسيقي الفرنسي وهو متخصص في بثّ الموسيقى عبر الانترنت. هذا ما أعلن عنه الهندي وهانز هولغر ألبريشت المدير التنفيذي لـتطبيق ‪Deezer‬ ضمن مؤتمر أقيم أول من أمس في بيروت، حضرته المغنيتان نوال الزغبي وسميرة سعيد. هذه الاتفاقية ليست جديدة، سبق أن أعلن عنها بن طلال قبل أسابيع. حينها، تسربت أخبار بأنّ الصفقة بين «المملكة القابضة» (تنضوي ضمنها «روتانا») مع «ديزر» بلغت مليار ريال سعودي (نحو 266 مليون دولار). لذلك أولى الخطوات التي قامت بها «روتانا» لتحريك عجلة ركودها هي «لملمة» الفنانين الذين إنفصلوا عنها، على رأسهم نجوى كرم. في هذا السياق، إجتمع الهندي مع المغنية اللبنانية قبل أيام، طارحاً عليها عودتها وربما سيخرج الدخان الأبيض قريباً. كما تمّ توقيع عقد مع نوال الزغبي، ويجري الكلام عن عودة النجم المصري عمرو دياب إلى أحضان «روتانا». في المؤتمر الصحافي في بيروت، حاول الهندي أن يُظهر أن الشراكة مع «ديزر» هي «لصالح الفنانين العرب فقط»، مؤكداً أن هدفها «ليس مادياً أبداً»! لم ينس الرئيس التنفيذي لـ«روتانا» «تهديد» باقي الشركات المتخصصة في البثّ الموسيقي، قائلاً «إن شركات منافسة ستتضرّر من التعاون بين الشركتين الفرنسية والسعودية»، موضحاً أن «الشراكة ستؤدي إلى تبادل الخبرات للاسواق العالمية الطامحة إلى الفنّ العربي عبر إيصال الموسيقى لأكبر عدد حول العالم والاستثمار فيه». ورغم غيابها عن المؤتمر بسبب تواجدها في مصر، إلا أن اليسا كانت حاضرة في المؤتمر. فالمغنية اللبنانية كانت قد أثارت زوبعة على تويتر بعدما أعلنت عن غضبها إزاء الاتفاق مع «ديزر»، مغرّدة «محتوى أغنياتي محجوب عن المتاجر الرقميّة بسبب اتفاق «روتانا» و«ديزر». يؤسفني أن أرى مجهودي يتلاشى بعد كلّ هذه السنوات». توقف الهندي مطولاً عند هذه النقطة، قائلاً: «بعض الاطراف عملت لتوتّر العلاقة مع اليسا.
إزالة الأغنيات عن باقي المنصات المتخصصة في بثّ الموسيقى

هي إبنة «روتانا» ولن نزعّلها. لن يتم سحب أيّ محتوى عن يوتيوب، بل ستتمّ ازالتها فقط عن باقي المنصات المتخصصة في بثّ الموسيقى عبر الانترنت». كان الهندي بذلك يغمز من قناة تطبيق «أنغامي» الذي يعتبر الأكثر رواجاً عربياً ولبنانياً، على إعتبار أن غالبية النجوم الذين يتعاونون مع «روتانا»، يطرحون أعمالهم حصرياً على «أنغامي». هذا الأمر ألمحت إليه نوال الزغبي أيضاً التي سجّلت مداخلة لافتة، مشيرة إلى أنها تأمل أن تكون مخطّطات «ديزر» منصفة «للعمل الفني ولا تدخل فيها المحسوبيات المالية». ولفتت إلى أن «بعض الفنانين كانوا يتصدّرون المراتب العليا في نسبة الاستماع بسبب دفعهم مبالغ مالية للشركة التي تبثّ المحتوى الفني».

أما سميرة سعيد، فتمنت أن تسهم «ديزر» في تسويق الأغنية العربية ووصولها إلى العالمية. أما هانز هولغر ألبريشت، فلفت إلى أنه «في الوقت الذي لا تزال فيه مستويات الاستماع إلى الانترنت منخفضة نسبياً في الشرق الاوسط وشمال افريقيا، إلا أننا على ثقة بأنها ستشهد نمواً سريعاً قريباً».