بين عامَي 2006 و2017، اغتيل ما يقارب 1010 صحافيين/ات وهم يؤدّون عملهم في مناطق مختلفة من العالم. وتبعاً لما أوردته الأمم المتحدة أخيراً، فإن تسع حالات من أصل 10 بقي فيها الجاني مفلتاً من العقاب. هذه القضية طفت إلى السطح في الفترة الأخيرة، وقامت منظمات حقوقية عالمية بإعلاء الصوت بشأن ما يحدث للجسم الصحافي من انتهاكات جسيمة وقاتلة، إذ أوردت منظمة «مراسلون بلا حدود» عام 2014 أن أكثر من 90 % من الجرائم المرتكبة بحق الصحافيين، بقيت من دون عقاب للجناة. في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2013، أعلنت «الجمعية العامة للأمم المتحدة» تكريس هذا النهار كـ«يوم دولي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحافيين»، بغية حثّ الدول الأعضاء على اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة ثقافة الإفلات من العقاب.
أركاديو ـ بنما

وقد اختير هذا التاريخ، تزامناً مع ذكرى اغتيال الصحافيين الفرنسيين غيسلان دوبون، وكلود فيرلون، موفدي «إذاعة فرنسا الدولية»، في مالي عام 2013. بعد أربعة لقاءات سابقة تمت في ستراسبورغ (فرنسا-2014)، و سان خوسيه (كوستاريكا -2015)، وآروشا (تنزانيا-2016)، وكولومبو (سيريلانكا-2017)، بغية تنفيذ خطة الأمم المتحدة بشأن تأمين سلامة الصحافيين وقضية الإفلات من العقاب، ستكون بيروت في 2 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل على موعد مع مؤتمر إقليمي، يرعاه «مكتب اليونيسكو الإقليمي ـــ بيروت»، ووزارة الإعلام اللبنانية، تحت عنوان «تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين في العالم العربي». المؤتمر يقام في يوم واحد فقط (من الساعة 9:00 لغاية 20:00) في فندق «كورال بيتش». على امتداد أربع جلسات، ستطرح سبل تطوير استراتيجيات التعاون الإقليمي، حول سلامة الصحافيين، بغية إنهاء الإفلات من العقاب في العالم العربي. ستركز هذه الجلسات على دور الصحافيين ووظيفتهم في مناطق الصراع، وتعزيز المشاركة مع القضاء لتحقيق العدالة، مع تسجيل لهذه القضية في إطار أوسع لحماية حقوق الإنسان الأساسية.
الجلسة الأولى (9:30) التي تحمل عنوان «الصحافيون من شهود الى ضحايا في أوقات النزاع»، ستقدّم نظرة عامة على الوضع في العالم العربي، وعلى حال صحافييه، الذين سرعان ما يتحولون الى أهداف للقتل والتصفية، بعد أن تكون مهماتهم منحصرة بنقل وإعلام الناس بما يحدث على أرض النزاع. كذلك، ستركز الندوة على التهديدات التي يتعرض لها هؤلاء، وسبل التخفيف من المخاطر ميدانياً. يدير الجلسة رئيس «فريق القانون الدولي العام» ربيع الشاعر، ويشارك فيها صحافيون/ات وحقوقيون/ات، من سوريا وفرنسا، واليمن. أما الجلسة الثانية (11:00) «مكافحة الإفلات من العقاب في لبنان: استعراض الإنجازات والتحديات»، فكما يشي عنوانها، ستركز أكثر على الوضع اللبناني، وستستعرض الأوضاع الحقوقية وأدوار وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني في هذا الإطار.
يقام المؤتمر في «اليوم الدولي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم المرتكبة ضد الصحافيين»

وطبعاً يتصدّر نجوم المشاركة اللبنانية كل من مي شدياق وجيزيل خوري. فالجلسة تديرها رئيسة «مؤسسة سمير قصير» جيزيل خوري، ويشارك فيها ممثلون عن الوزارات المعنية (العدل والداخلية) الى جانب المدير التنفيذي لجمعية «ألف»، جورج غالي، و«رئيسة مؤسسة مي شدياق» مي شدياق.
«تحقيق العدالة في مناطق الصراع الآن وغداً»، عنوان الجلسة الثالثة (14:30)، التي تعالج إمكانية التدّخل القانوني الفوري، وكيفية توثيق الانتهاكات وتعزيز اللجان الوطنية لحقوق الإنسان. تدير الجلسة المراسلة الإقليمية لقناة «فرانس ميديا موند» ليلى مولانا آلن، ويحاضر فيها صحافيون /ات وحقوقيون/ات من تونس والخليج، وفلسطين. أما الجلسة الأخيرة «مسار العمل في المستقبل، بما فيه الوقاية والتوعية وتعزيز القدرات» (16:30)، فتحاول رسم العمل المستقبلي لتعزيز قدرات القضاء والمدافعين عن حقوق الإنسان، ومناقشة الخيارات لزيادة الوعي من خلال الحملات الإعلامية والافتراضية. وسيشارك فيها أيضاً حقوقيون وصحافيون من الأردن وفلسطين وتونس وسوريا.

* ««تعزيز التعاون الإقليمي لإنهاء الإفلات من العقاب للجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين في العالم العربي»- 2 تشرين الثاني (نوفمبر) - فندق «كورال بيتش» (الجناح ـ بيروت) - للاستعلام: 01/850013