طفلةٌ تنعس في بار تلحسُ عنق الماء
غزالةٌ تتبخترُ حول الطّاولة
ولما انسدلت مع الرّغوة اندلق بساط العشب دفعةً واحدة
■ ■ ■
ضِحكته مروجٌ تطير
حدقتاه تحطّان في حلبة سباق
صدغاه حصانان يطيران بالعربة
أراجيحه فراشاتٌ زُرقٌ تنوس في عبّادات شمس
ترشف الآماد دوائرُ ونقاطٌ على الضّفاف
تقول النّادلة: في صهوة الكأس قطارٌ في دخانه تكمنُ الحقيقة ومنه تطير الثّعالب
■ ■ ■
بدبيبٍ بليدٍ يجرّ النّمل قاطرات البيرة فتتأرجح كأردافٍ مهملة
تتسلّق العُباب رسولةٌ في طفلةٍ تتماثل لليقظة أو للنّعاس
كان الرّفث أقربَ إلينا والنّادلة تسأل ثانيةً
بينما كنّا نربّي الغابة في الفقاعات ونقطف ما تسّاقط منها
لنحوكَ ما سيأتي من الملل والانتظار والطّيور.

إغفاءة ربّة
أسرج قنديلاً ثم أغفو
يذوي الفتيل على فخذيّ
تبزغ أوركيدا في ترابٍ أبيض
تتذكّر نشأتها الأولى
تراودها سيرة المشّائين أنْ أيُّنا رصّ خبايا الذُّرى وتيجان الكؤوس
أيّنا أهّب العود وراقص الأوتار
أيّنا نادى النّحاسين ومدّ الرّيش تباعاً
تبوح بسرّها:
وكأنّي مهرةٌ ذبّاحةٌ تعضّ نواجذ الشّهوة فتسقطَ في غُرتها شهقاتٌ ولهانة
يمتطيني ربٌ فأكون ربّتَه
والفرائس ترتع لن أقول لها تعالي
لكنّني آتي وآتي حتى ترفلَ قطع السّماوات في هيئة لؤلؤ ويشتعل المرجان فيّ
هذي الفخاخ بحريَ المخبوء للمذَنّبات وأضحياتُ الحجِّ الأسير
ذلك الّذي يتعلّق كربطة عنقٍ في مِبيض الأرض ليهزّ ذيلها
علّها تلمح شعر أنفها وتشمئزّ
بينما يشرب زجاجة الويسكي ويعربد!
* مصر