القاهرة | لم يكن محبّو النجم المصري الكبير محمود ياسين (77 عاماً ــ الصورة) بحاجة لتصريح ابنته الكبرى «رانيا» حول اعتزاله الفن للتأكد من الخبر الذي بات معروفاً ومتداولاً منذ سنوات، وتحديداً بعد استبداله بالفنان خالد زكي لأداء دور وزير الداخلية في مسلسل «صاحب السعادة» (2014 ــ إخراج رامي إمام).قبل يومين، أدلت رانيا محمود ياسين بتصريحات صحافية تؤكد أنّ والدها لم يعد قادراً صحياً على الوقوف في البلاتوهات. لكن اللافت أنّها عادت لتنفي اعتزاله التمثيل نهائياً، مشددةً على أنّ كلامها «اجتزئ» من سياقه، وأنّها تقصد فقط أنّه ابتعد لأسباب صحية، رغم أنّه عملياً لا فرق بين الحالتين. والدليل ما تردّد بقوة في كواليس مسلسل «صاحب السعادة» الذي كان سيجمع للمرّة الأولى بين ياسين وعادل إمام، عن كون الأوّل لم يعد قادراً على حفظ الحوار بسهولة. هكذا، لم يكن أمام المخرج سوى استبداله، لتنطلق بعدها شائعات إصابة ياسين بالزهايمر، من دون نفي أو تأكيد من أسرته التي اكتفت بالقول إنّه لم يعد يستطع بذل المجهود الذي يحتاجه تصوير الأفلام والمسلسلات، ولو حتى على مستوى ظهوره كضيف شرف.
محمود ياسين المولود في بورسعيد في عام 1941، يعدّ أحد أبرز نجوم السبعينيات والثمانينيات في السينما المصرية، كما ثبّت أقدامه كممثل مسرحي بارز، خصوصاً أنّه من القلائل الذين يجيدون التمثيل باللغة العربية الفصحى. تزوّج منذ خمسة عقود بالفنانة «شهيرة»، وأنجب منها الممثلة والمذيعة رانيا التي ارتبطت بالممثل محمد رياض، والسيناريست عمرو المرتبط بمذيعة «نايل دراما»، آيات أباظة.
يعتبر فيلم «جدّو حبيبي» (2012 ــ إخراج علي إدريس) مع الفنانة بشرى آخر ظهور فنّي لياسين، الذي كسر به فترة غياب دامت عامين قدّم قبلها مسلسل «ماما في القسم» (إخراج رباب حسين) مع سميرة أحمد في رمضان 2010. وكان ياسين قد عاد بكثافة إلى الشاشة عامي 2007 و2008 بأدوار مؤثّرة أبرزها على الإطلاق شخصية «علي الحفني» في الجزء الأوّل من فيلم «الجزيرة» (إخراج شريف عرفة) أمام النجم أحمد السقا. ظهر محمود في مشاهد معدودة، لكن العبارات التي نطق بها لا يزال يتداولها الجمهور حتى اليوم، خصوصاً مشهد الوصية بينه وبين نجله بسبب قرب وفاته.
بدأ ياسين مشواره العملي محامياً بعد تخرجه من كلية الحقوق في عام 1964. ومن خشبة المسرح عرف طريق الأضواء قبل أن ينجح في الوقوف أمام نجمات السينما في السبعينيات، وعلى رأسهن فاتن حمامة في فيلمين شهيرين، هما: «الخيط الرفيع» (1971) و«أفواه وأرانب» (1977) من إخراج هنري بركات. كما جسّد مع نجلاء فتحي بطولة اثنين من أبرز أفلام «حرب أكتوبر»، هما: «الرصاصة لا تزال في جيبي» (إخراج حسام الدين مصطفى) و«بدور» (إخراج نادر جلال) في عام 1974.
التقى فتحي أيضاً في «سونيا والمجنون» (إخراج حسام الدين مصطفى) في 1977 ، وظهر في 1976 بطلاً أمام عفاف راضي في فيلمها الوحيد «مولد يا دنيا» (إخراج حسين كمال). كذلك، جسّد طه حسين في «قاهر الظلام» (إخراج عاطف سالم) عام 1978. ومن أفلامه البارزة في حقبة الثمانينيات، نذكر «الباطنية» و«وكالة البلح» مع نادية الجندي للمخرج حسام الدين مصطفى، و«أيام في الحلال» (إخراج حسين كمال) مع نبيلة عبيد، و«السادة المرتشون» (إخراج علي عبد الخالق) مع محمود عبد العزيز، و«الحرافيش» (إخراج حسام الدين مصطفى) عن رواية نجيب محفوظ الشهيرة.
أما الدراما التلفزيونية، فكانت بالنسبة له في المرتبة الثانية كمعظم نجوم جيله. لكن هذا لم يمنعه من تقديم العديد من المسلسلات الناجحة، منها: «غداً تتفتح الزهور» (1984 ــ إخراج إبراهيم الشقنقيري)، و«أبي حنيفة النعمان» (1997 ــ إخراج حسام الدين مصطفى)، و«سوق العصر» (2001 ــ إخراج هاني إسماعيل).