بالنسبة إلى العاملين في سوق الفضائيات المصرية، فإنّ الشكل الجديد لـ «mbc مصر» ما هو إلا نسخة مكرّرة من قناة «الحياة». الانطباع كان متوقعاً لدى إدارة القناة الجديدة، فنجم «الحياة» الأول شريف عامر لحق بمحمد عبد المتعال بعد ثلاثة أشهر من تولي الأخير إدارة «إم. بي. سي. مصر» (الاخبار 25/10/2013). ثم انضمت إليهما ياسمين سعيد مقدمة برنامج «الحياة الآن» الذي كان يتابع الشؤون الجارية خلال ساعات النهار، لكن تحت إسم «مصر الآن» (mbc مصر). الشيف حسن أحد أبرز مقدّمي برامج الطهي في المحروسة إنتقل أيضاً إلى شبكة القنوات السعودية، بينما نجحت «الحياة» في الحفاظ على معتز الدمرداش. وبدأ عمرو عبد الحميد المنتقل من «سكاي نيوز عربية» بتقديم حلقات «الحياة اليوم» («الحياة») إلى جوار لبنى عسل، بعدما ترك عامر مقعده خاوياً.

رغم كل ما سبق، لا يمكن القول إنّ نجاح «إم. بي. سي. مصر» في الأيام الأخيرة خصوصاً خلال تجربة تغطية الاستفتاء على الدستور الجديد، يعود إلى كونها نسخة من «الحياة». المشاهد العادي الذي تابع في برنامج شريف عامر «يحدث في مصر» نسب التصويت بـ «نعم» أو «لا» قبل أيام، لا يهتم كثيراً بالقنوات التي جاء منها نجوم المحطة السعودية، لأنه في النهاية يحكم على المضمون. إذاً باتت اللعبة معروفة: فريق ناجح متكامل قادر على إنقاذ قناة من عثرتها، وبالتالي تصبح جماهيرية كل محطة مرتبطة بنجومها، فإذا إنتقلوا إلى شاشة أخرى، غابت عنها الأضواء. إنّه التحدّي الذي تحاول إدارة «الحياة» التغلّب عليه من خلال التأكيد بأنّ إسمها في السوق لن يهتزّ برحيل عبد المتعال وفريقه. غير أن مزايا أخرى تتمتع بها «mbc مصر» أبرزها انتماؤها إلى مجموعة إعلامية متكاملة. مَن لم يتابع نتائج التصويت في «يحدث في مصر» على الشاشة، سيجدها كاملة عبر موقع القناة، وعبر صفحاتها على مواقع التواصل. هي مزايا لا تغيب فقط عن شبكة «الحياة» بل عن معظم القنوات المصرية التي تتعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها كماليات. قوّة أخرى تمتلكها الشبكة السعودية هي قدرتها على الاستعانة بكبار النجوم أياً كانت أجورهم. برز هذا في «أحلى مسا» الذي تقدمه يومياً (23:30) فيفي عبده والمغني هشام عباس والإعلامية سلمى الدالي، ويمنح مشاهديه جائزة يومية (15 ألف دولار). جاءت الانتقادات الحادة لأداء فيفي (الصورة) في الحلقات الأولى لتؤكّد أنه حتى الاستعانة بفنانة مثيرة للجدل تزيد نسب المشاهدة، حتى لو كان الهدف هو الانتقاد. والأهم هو التأكيد على «مصرية» القناة، وهذا ما لم تحقّقه باقي برامج المنوعات التي يتداخل فيها العنصر الخليجي واللبناني والسوري، سواء عبر التقديم أو الضيوف. كل ما سبق يفسّر تغيّر عناصر الجذب في القناة بالتزامن مع بدء حلقات الموسم الثاني من برنامج The Voice (السبت _ 20:00). حلقات الموسم الأوّل كانت سبباً رئيساً في الاقبال على القناة. أما الآن، فالأسباب متعددة، يضاف إليها سبب آخر هو إنضمام باسم يوسف إلى «إم. بي. سي مصر» (الاخبار 19/11/2013). لكن هل ستستلم القنوات المصرية بسهولة؟ «الحياة» تعوّض من فقدتهم وتستعدّ لسلسلة برامج منوعات، وشبكة cbc أطلقت أخيراً قناة «اكسترا»، وتستعد لإطلاق «سي. بي. سي فاميلي» وخطط شبكة «النهار» للتطوير لا تتوقف. المشاهد هو المستفيد الوحيد بالطبع، وهو أيضاً الذي لن يشغل باله بمصير «إم بي سي مصر»، لو قرّر عبد المتعال ورفاقه الانتقال إلى قناة أخرى بعد عامين أو ثلاثة. عندها سيذهب مع نجومه إلى الشاشة الجديدة، وستظلّ السوق الفضائية المصرية بحاجة إلى صناعة نجوم جدد حتى لا تتعرّض كل فترة للمأزق الذي تعرّضت له قناة «الحياة».

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman