تحت عنوان «خَيّ»، قدّم أنديل (محمد قنديل)، أوّل من أمس العرض المباشر الأوّل لبرنامجه الساخر «أخ كبير» في «مترو المدينة»، على أن يعيده مساء اليوم. بدأ الشاب المصري تقديم حلقاته أسبوعياً على موقع «مدى مصر» خلال الأشهر الماضية، قبل أن يتوقف أخيراً، من دون نشر حلقات جديدة سواءً على الموقع الإلكتروني أو حساب أنديل على فايسبوك، في ظل غياب تفسير واضح. لكن الآراء ترجّح أنّ الأمر حدث بعد حملة الاعتقالات الأخيرة التي قام بها النظام المصري ضدّ الناشطين والصحافيين. محمد قنديل، فنان كوميدي ورسام كاريكاتور وصحافي، عمل في مواقع عدّة، بينها «مدى مصر» وجريدة «الشروق»، كما اشتغل في القصص المصوّرة وشارك في تأسيس مجلة «توك توك» المتخصصة في الكوميكس. يناقش في أعماله العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية، منها الحريات، وحقوق الأقليات، والقضايا الجندرية. شارك في كتابة برنامج «البرنامج» الذي قدّمه الإعلامي الساخر باسم يوسف لمواسم عدّة. كما قدّم عدداً من عروض الـ «ستاند آب كوميدي» عقب ثورة يناير، لكنّه لم يستمر طويلاً، ليبدأ لاحقاً في تقديم برنامجه «راديو كفر الشيخ الحبيبة» الذي حظي بشهرة على مواقع التواصل، داخل مصر وخارجها. ثم اتجه نحو العروض المباشرة أمام الجمهور، ومن بعدها أعلن انتهاء حلقات هذا البرنامج، وبدأ بتقديم برنامج «أخ كبير». يستخدم أنديل في برنامجه الأسلوب الكاريكاتوري، معتمداً على شخصية «أخ كبير» في تضخيم العادات الرجعية والأفكار الأبوية، محاولاً تفكيكها وإظهارها بشكل نقدي ساخر يحاكم المفاهيم والبديهيات من دون فتح نقاشات معقدة. يعدّ العرض اللبنانيّ أوّل تجارب أنديل خارج مصر. في تصريح إلى «الأخبار»، يشير الفنان المصري إلى أنّ العمل هو «توسيع لخامة البرنامج من مجرّد شخص يتحدّث إلى الجمهور من خلال مقاطع فيديو على الإنترنت، إلى عرض تفاعلي يحوي نقاشاً مباشراً وتفاعلاً حياً مع الجمهور». أما المضمون، فيأتي في سياق «السعي الحثيث نفسه الذي تمتلكه الشخصية من انتهاج السلطوية والزعامة والقيم التقليدية، والسخرية منها على مستويات إقليمية أوسع، من خلال التقاطع مع مشاكل لبنان، واستخدام بعض المقارنات والإسقاطات الساخرة في الربط بين السياقَيْن المصري واللبناني». تشارك في تقديم العرض ومحاورة أنديل الفنانة المعاصرة ديانا حلبي، التي تقوم بتلك التجربة للمرّة الأولى، وقد لفت أنديل إلى أنّه يفضّل تقديم عروض كهذه مع أناس ليس لديهم علاقة احترافية بالتمثيل، لأنّ الارتجال أحياناً «قد تنتج عنه أمور جديدة». ويوضح أنّ التعامل مع مشاكل بيروت «تجربة غريبة، لأنّه لا يعرف عن تاريخ المشاكل التي يعيشها المجتمع اللبناني». ويرى أنّ لبنان بلد سياسي والحديث السياسي فيه مختلف عن مصر حيث «علاقة الناس بالسياسة خيالية شوية»، وهو أمر يعدّه أحد أسباب نجاح «أخ كبير» في المحروسة بمنطقه الهستيري. تأتي أهمية تقديم العرض في «مترو المدينة» من كونه فرصة لأنديل لاستكشاف عوالم مختلفة عن الواقع السياسي المصري المنغلق على ذاته، ويردف ساخراً: «هو فرصة أيضاً لصنع المال، لأنّ الجمهور في لبنان يدفع بالدولار، بينما في مصر لمّا نقدّم عرض سعر تذكرته خمسين جنيه، الناس بتحمل المشاعل وبتبقى عاوزه تحرق المسرح».

* «خَيّ»: الليلة ــ الساعة العاشرة مساءً ــ «مترو المدينة» (الحمرا ــ بيروت). للاستعلام: 76/309363