«ساعات قليلة ويبدأ زمن العدالة (..) حيث لا إفلات من العقاب، ولا مفرّ للمجرمين، مهما علت مراتبهم الحزبية أو السياسية أو الإجرامية. هناك، سيشهد لبنان للمرة الأولى في تاريخه نسائم العدالة من وراء البحار من لاهاي (هولندا)». تلك هي عيّنة من مقدّمة نشرة أخبار قناة «المستقبل» أوّل من أمس وجزء بسيط من حملة إعلامية وإعلانية بدأت تباشيرها الأسبوع الماضي، تزامناً مع بدء أعمال المحكمة الدولية اليوم.
فيديوات وتقارير من داخل المحكمة، وكليبات دعائية تستذكر أقوال المغدورين من الرئيس رفيق الحريري، وصولاً إلى الوزير السابق محمد شطح. 26 فيديو تختصر عبارات لتسع شخصيات مغتالة أو للشهداء الأحياء، تحت عنوان «سنتذكر شهداءنا، بانتظار زمن العدالة» مع 5 أشرطة تسرد سير من يُسمّون «المتهمين الخمسة» مع ذكر المنطقة التي ينتمون إليها (الضاحية)!
إنه «زمن العدالة» المرفق بصورة المطرقة والسندان رمز المحاكمة. هي «العدالة» التي من خلفها نصّبت القناة الزرقاء نفسها مدّعياً عاماً، وأرفقت ذلك مع تحريض طائفي يهدف إلى تأليب اللبنانيين على بعضهم، وليس آخرها إعادة بثّ الفيديو الذي أعدّه الصحافي فارس خشّان في شباط (فبراير) الماضي بعنوان «المحطة الأخيرة... القرار الاتهامي: أسماء وشهود». ترك خشّان لمخيّلته مهمة سرد كيفية اغتيال الحريري منذ لحظة انطلاق الرسالة النصية التي بعثها مصطفى بدر الدين (المتهم الأول بالاغتيال) إلى «امرأة تربطه بها علاقة حميمة» ومصدرها «الضاحية»، وصولاً إلى مراقبة موكب الحريري منذ عام 2004. تتوقّف المراقبة ـــ حسب خشان ـــ لدى «لقاء سليم عياش (المتهم الثاني بالاغتيال) بالسيد حسن نصر الله» مع «احتضان الدولة لأخطر متهمين»، بينما «محترفو الإجرام يشكّلون الحكومات» (القمصان السود). بين طيّات هذا الفيلم القصير (27:03) تمرير لنَفس مذهبي من خلال محاولة اللعب على الوتر المناطقي وتبرئة أحمد أبو عدس الذي ظهر في شريط يتبنّى الاغتيال، وتظهيره على أنه مختطف ومسلوب الإرادة.
«شهداء لبنان ... بانتظار العدالة» شريط آخر (3:34) يستذكر «أبرز التواريخ» التي وزعتها «المستقبل» على 9 أزمنة، بدءاً من الاحتلال الإسرائيلي، مروراً بمرحلتي إعادة الإعمار والتحرير، ليأتي بعد ذلك ما سمته «زمن الوصاية» مختصراً بصور للرئيس السابق إميل لحود مع أبرز الرموز السورية في تلك المرحلة، وصورة لرستم غزالي وحسن نصر الله، لتتتالى بحسب الشريط سلسلة الاغتيالات وبدء «ثورة الأرز»، وبعدها «زمن العار» (7 أيار 2008). ويمرّ الشريط على «زمن الانتحار» (دخول حزب الله إلى سوريا)، لينتهي عند «زمن العدالة» الذي يطيح كل ما سبق، ويظهر الحريري الأب ومعه المحكمة الدولية... «المخلّصة»!
يمكنكم متابعة زينب حاوي عبر تويتر | @HawiZeinab
2 تعليق
التعليقات
-
ما هي مشكلتك؟لماذا دوما مقالاتك تلخيص ليوم احدى قنوات أو لمواقع فايسبوك .. لا ارى اي اضافة لهكذا نوع من مقالات او اي معنى.. لمن يريد ان يعرف ماذا عرضت قناة المستقبل لكنا شاهدناها, و للامانة لم يصدمني ما قدمته القناة, لانها من اكثر القنوات وضوحا لاجندتها.. هكذا مقالات لا تندرج تحت مقالات اللايت , و انما المقال الذي لا رائحة له و لا لون.. قد تكون الكاتبة متأثرة الى حد كبير بالعالم الافتراضي و السوشيال ميديا و بما تكتبه ك "فرد" لا ك "صحافية مفترضة".. يبدو لي ان كل من يكتب ستاتس جميل, يمكنه ان يصبح كاتب في الصحافة ... ليس كل من لديهم مقدرة على الصياغة, بالضرورة كتاب (مع الشدة, جمع كاتب) او صحافيين ..