القاهرة | لم يتغيّر موقف نجوم مصر من الاستفتاء على الدستور الجديد، عن موقفهم من ثورة «30 يونيو» وما جرى بعدها. النجوم الذين وقفوا بعنف ضدّ نظام الإخوان المسلمين، مستمرّون في الدرب ذاته وبالحماسة نفسها، وإن اختلفت بعض التفاصيل بين نجم وآخر بحسب رؤيته للوضع ككل. لكن المؤكّد أنّ جميع الفنانين تقريباً يشاركون في الحشد للتصويت بـ «نعم» في صناديق الاقتراع، التي ستغلق أبوابها في التاسعة من مساء اليوم الأربعاء.
أما الأصوات التي تقول «لا» بين فناني «هوليوود الشرق»، فهي خافتة وصامتة تماماً مثل باقي الأصوات التي ترفض الدستور في القطاعات كافة، وخصوصاً بعد الحملة الاعلامية الشرسة التي ركزت على أن التصويت بـ «لا» أو حتى الدعوة إلى المقاطعة تصبّ في مصلحة الإخوان، وأن الموافقة على الدستور هي فقط التي تصبّ في مصلحة الوطن (الأخبار 13/1/2013).
في الساعات الأولى من صباح أمس، حرص العديد من الفنانين على النزول باكراً إلى لجان الاقتراع، والتقاط الصور أو التغريد على تويتر لتأكيد حماستهم للمشاركة وعدم الانتظار لليوم الثاني (اليوم)، وخصوصاً بعد وقوع تفجير إرهابي محدود في منطقة إمبابة في شمال محافظة الجيزة، مما دفع الجميع إلى التأكيد على أهمية المشاركة، عكس ما يسعى إليه هؤلاء الذين يقفون خلف التفجير. الملحن عمرو مصطفى أحد أبرز المعارضين لـ «ثورة يناير»، كان أوّل من نشرت مواقع الأخبار صورته واقفاً في الطابور للوصول إلى الصناديق، تلته صور كثيرة للمغني حكيم متوسطاً أفراد الجيش، ورافعاً علامة النصر، ولقطات أخرى في صندوق الاقتراع. تلى ذلك تأكيد الممثلة هنا شيحة على أنّها أدلت بصوتها في لجنة كلية «الفنون الجميلة» في ضاحية الزمالك، كذلك الممثلة لبلبة في منطقة الدقي في الجيزة، حيث اقترعت سريعاً، ورفضت الإدلاء بأي تصريح بسبب شدّة الزحام، كما حرص الإعلامي عمرو أديب على الإدلاء بصوته في منطقة عابدين في وسط القاهرة. وأكّد الفعل نفسه الممثلون أحمد بدير، وأحمد وفيق وغيرهما. فيما حسم سامح الصريطي وكيل أوّل «نقابة المهن التمثيلية» الأمر بتصريح أكّد فيه أنّ فناني مصر يتصدّرون طليعة الملايين الذين سيصوتون بـ «نعم» للدستور. ووصفه الممثل المصري بـ «الوثيقة التي تعبّر عن كل فئات المصريين، وتَضمن حقوق الجميع من الأطفال، والمرأة، والشباب وذوي الإعاقة والأقزام». وعلى المسار نفسه، قال الموسيقار عمر خيرت إنّ التصويت على الدستور «هو البداية لفعل ما نريده كشعب»، مشيراً إلى أنّ ما لفت انتباهه في غالبية مواده أنّه «لم يرَ في الدساتير السابقة مثلاً الإلمام بكل الفئات كالمرأة والطفل وذوي الإعاقة والفلاح. وحتى حقوق الملكية الفكرية أصبحت أقوى في هذا الدستور» بحسب تعبير خيرت.
اللافت أن أكثر من فنان كرّر هذا التصريح بالصيغة نفسها تقريباً، بينما وصف الممثل أحمد راتب الدستور بأنه «جيد جداً»، داعياً جمهوره إلى التصويت بـ «نعم»، فيما الممثلة داليا البحيري رأت أن نجاح الاستفتاء يؤكد «أن المصريين كلهم ضدّ الإخوان لا أنا فقط، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، فنانين أو غير فنانين، أغنياء أم فقراء. شعب كامل يرفض الإخوان عدا أصحاب المصالح» على حدّ قول نجمة مسلسل «القاصرات». على الدرب نفسه، سار الممثل أحمد حلمي، داعياً إلى النزول والتصويت بـ «نعم» على الدستور، من أجل ما وصفه بـ «حياة أفضل للمصريين». ورأى الموسيقار هاني شنودة أنّ التصويت بـ «نعم» «يكتب نهاية الإخوان وإرهابهم في مصر». وقالت الممثلة سمية الخشاب «اللي بيحب مصر هيقول «نعم» للدستور». لم تكتف الخشاب بذلك، بل أكّدت أن الأهمّ في مرحلة ما بعد الـ«نعم» هو تفعيل الدستور وصدور قوانين تسهّل حياة الناس.
وكان للمنتج محمد حسن رمزي تصريح لافت، أكّد فيه أنه «سيوافق على الدستور لأنه يحمي الشريعة الإسلامية» (!)، ورأى السيناريست ناصر عبد الرحمن صاحب فيلم «هي فوضى» (إخراج الراحل يوسف شاهين وخالد يوسف) أنّ «الدستور مشرّف للمصريين، ولا وقت للخلافات حوله حالياً»، وكما كان متوقعاً، كان الممثل عادل إمام في مقدمة الداعين إلى التصويت بـ «نعم»، بينما تعرّض المغني عمرو دياب لموقف غريب، إذ فوجئ محبّو «الهضبة» بتغريدات عدّة على حسابه تدعو إلى التصويت بـ «نعم» على الدستور، وبطريقة لا يستخدمها دياب عادةً، قبل أن تكشف إدارة أعمال المغني أنّ أحدهم اخترق الحساب وكتب التغريدات في وقت قصير، مما أثار البلبلة بين محبيه، لكون دياب قليل المشاركة عبر تويتر، ولا يحبّ أن يُنسب إليه أيّ موقف سياسيّ مهما كان. الجديد أنّها المرة الأولى التي يخترق فيها أحدهم حساب مغن من أجل الحشد بـ «نعم»، الذي هو متحقّق بالفعل على الأرض، لا الدعوة إلى التصويت بـ «لا» أو المقاطعة.

يمكنكم متابعة محمد عبدالرحمن عبر تويتر | @MhmdAbdelRahman




«تسلم الأيادي» وبس

عادت أغنية «تسلم الأيادي» (كلمات وألحان مصطفى كامل) إلى الانتشار في الشارع المصري بالتزامن مع بدء فتح لجان الاقتراع للتصويت على الدستور الجديد. رصد معظم المراسلين تشغيل المواطنين للأغنية عبر مكبّرات الصوت بالقرب من مراكز الاقتراع والرقص عليها. ويعدّ المصريون الأغنية أبرز وسيلة لـ «إغاظة» الإخوان، منذ إطاحة الرئيس محمد مرسي، كما تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مصوّر عبر الهاتف لسيدة ترقص بحماسة على الأغنية، وسط ترحيب وزغاريد باقي السيدات. ونشبت لاحقاً معركة حول الفيديو نفسه، إذ نشره أشخاص مؤيدون للإخوان تحت عنوان «دستور الراقصات»، حيث وصفوا السيدات بأنهن «يرقصن على دماء الشهداء»، مما دفع الآخرين إلى الردّ بعنف على هذه الصفات. وانطلقت معركة جانبية حول أهمية احترام إرادة الناخبين، سواء ذهبوا إلى لجنة الاقتراع بصمت، أم على أنغام «تسلم الأيادي».