في أحد الفنادق الفخمة، وسط العاصمة اللبنانية، عقد أمس مؤتمر صحافي للإعلان عن الدورة التاسعة لـ«بيروت آرت فير» الذي يستمر من 20 حتى 23 أيلول (سبتمبر) المقبل. توسّعت محطات برنامج الدورة التاسعة وأقسامه، كما أكد المتحدثون أمس، أوّلهم المديرة والمؤسّسة لور دوتفيل، بالإضافة إلى وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري، وجامع الصور طارق نحّاس، والمستشارة الفنية الخاصّة للدورة الحاليّة المنسّقة جوانا أبو سليمان شوفالييه، والمدير الفني باسكال أوديل والمشرفة على قسم الفوتوغرافيا مارين بوغاران. تسلّمت دوتفيل دفّة الكلام والتعريف بالمتحدّثين طوال المؤتمر. اندفعت مرّات عدّة إلى إسكات الحضور بفجاجة، من دون أن تمنع نفسها من الهمس بجانب من كان يتكلّم بجوارها. تمّ الإعلان عن برنامج المعرض الذي توسّعت مساحته بنسبة 45%. وجوه كثيرة دعيت لتتكلّم في المؤتمر، بحضور بعض أصحاب الغاليريهات الفنية، من بينهم المعمار اللبناني باتريك بستاني الذي عرّفنا على تصميمه لفضاء المعرض وسينوغرافيته في «بيال» الذي صار اسمه «سيسايد أرينا». وفي خطوة غريبة، أعطي بعض الداعمين وممثلي البنوك متسعاً من الوقت، للتسويق للمصارف أكثر من التطرّق إلى الفن. وهذا ما يدفعنا إلى التساؤل عن الجمهور الذي يتوجّه إليه القائمون على المعرض، وخصوصاً أن توجّهاً اقتصادياً كهذا يتقاطع مع بعض الآراء التي عبّر عنها أحد المتكلّمين عن «حاجة الفنان إلى جامعي القطع الفنية كي يظهر». هذا واقع في النهاية. وفي كلّ الحالات، فإن هذا الحدث، الذي يعدّ سوقاً لجامعي القطع الفنية والغاليريهات، يشكّل فرصة للجمهور اللبناني للتعرّف إلى تجارب عالمية وعربية ومحليّة، ولو بشكل سريع. منذ انطلاقته، اتجه «بيروت آرت فير» إلى دعوة غاليريهات من العالم تقدّم مختلف الأنماط الفنية المعاصرة والحديثة مثل الرسم والنحت والتجهيز والفوتوغرافيا. هكذا ستشارك حوالى 50 غاليري من الجزائر، وأرمينيا، والبحرين وبيلاروسيا، وفرنسا وإيران وإيطاليا والأردن وبلجيكا والمكسيك وفلسطين وتونس ولبنان. وفي سعيه إلى الموازنة بين التجارب المعاصرة والحديثة، يوجّه الحدث هذه السنة تحيّة إلى بول غيراغوسيان في ذكرى رحيله الـ 25. ووفق ما كشفت ابنته مانويلا، سيتضمن المعرض أرشيفات ووثائق متنوّعة حول الفنان اللبناني الراحل، إلى جانب استعادة أعمال ولوحات ضمن إطار زمني يمتدّ من الخمسينيات، وصولاً إلى التسعينيات. يمكن القول إن هذه الدورة هي دورة التصوير الفوتوغرافي من خلال معرض «ما وراء الحدود» الذي يضمّ أكثر من مئة عمل لبناني من التسعينيات، وصولاً إلى اليوم، من مجموعات فردية خاصّة، بالإضافة إلى مؤسسات مثل «الجامعة الأميركية في بيروت» و«المؤسسة العربية للصورة» و«الجامعة اليسوعية». محطّات كثيرة تتفرّع من البرنامج الذي يدعو تجارب معاصرة لحوالى 18 فناناً شاباً. هناك مساحة مخصصة للفنان الأميركي بريان دونيللي المعروف باسم كاوس، ومجموعته الفنية التي تراوح بين الغرافيتي والتماثيل (تنسيق: نيللي شقير زيدان). سيحتضن الحدث أيضاً الدورة السابعة من «مسابقة بنك بيبلوس للتصوير الفوتوغرافي»، ومؤتمرات ومحادثات حول الفن الحديث والمعاصر، والتصوير الفوتوغرافي وغيرها من الثيمات والإشكاليات الفنية. وقبل إطلاق المعرض، سيتم افتتاح «بيروت آرت ويك» للفن المعاصر بين 18 و25 أيلول، حيث ستعرض أعمال فنية معاصرة في المساحات العامة في المدينة، وستنظّم معارض خارجها في طرابلس ومدن لبنانية أخرى.
* «بيروت آرت فير ــ 9»: ابتداء من 20 حتى 23 أيلول (سبتمبر) ــ «سيسايد أرينا» (بيال سابقاً ــ بيروت). للاستعلام: 03/386979