تنتهي غداً الأحد (20:45 ـــ lbci) حكاية البطل خليل وهبي (غسان صليبا) في مقاومة الاحتلال العثماني، ورستم أفندي (فادي متري)، وتظهر براءة ياسمين (رولا حمادة) من مقتل الوكيل (طوني مهنا)، وحقيقة تورّط الشيخة ناهية (نهلا داوود) في الجريمة. في المقابل، يطرح السؤال: هل يتقبّل الشيخ عبد الله (جوزيف بونصار) ارتباط ابنه طلال (يوسف الخال) من جلنار (إيميه صيّاح)، أم يضطر الشاب إلى الاستسلام للواقع أم يواجه والده، فتتكرّر مأساة ياسمين وخليل؟
لقد استطاع مسلسل «وأشرقت الشمس» (إخراج شارل شلالا، كتابة منى طايع، إنتاج «رؤى للإنتاج»، M&M Pro وChelae Production) أن يحقّق المعادلة الصعبة (الأخبار 31/10/2013). كل من انصرف عن متابعة الدراما اللبنانية قبل سنوات بسبب ضعف مستوى الإنتاج أو ركاكة نصّها أو ضعف أداء أبطالها، أعاده هذا العمل إلى الشاشة على امتداد أكثر من 40 حلقة. رغم عدم احترام lbci أوقات عرضه، واستبداله ببرامج أخرى كالتنجيم والتبصير، إلا أنّ نسبة متابعته ظلّت من أعلى الأعمال الدرامية المحلية مشاهدة في الأعوام الأخيرة، وحصد جائزة «أفضل إنتاج» في مهرجان «الفضائيات العربية» في مصر الذي أقيم قبل أيام، وتسلّمها المخرج ميلاد أبي رعد بوصفه منتج العمل. النصّ المتماسك والمحبوك للكاتبة منى طايع كان كفيلاً وحده بإنجاح القصة، فكيف إذا تلاقى ذلك مع أداء جيد لمعظم أبطاله، واختيار أفضل للممثلين في أدوارهم، ثم تسجيل اكتشاف أكثر من وجه سيكون ذا شأن آخر في المستقبل، أمثال إيميه صيّاح؟ أجمع الكل على أداء الأخيرة، وعلى أداء أندريه ناكوزي في دور الشيخة بشرى التي تعدّ تجربتها الأولى في التلفزيون أكثر من مقبولة، بالإضافة إلى رودريغ سليمان الذي راهنت عليه طايع مثلما راهن عليه سابقاً «مركز بيروت الدولي للإنتاج الفني»، عندما أسند له دوراً أساسياً في مسلسل «الغالبون» الذي عرضته «المنار»، فنجحت الجهتان في رهانهما.
كان النصّ العامل الأول والأهم لا لإنجاح العمل فحسب، بل لشدّ الجمهور بغض النظر عن بعض الضعف الإنتاجي، والأزياء التي كان بعضها غير مناسب للمرحلة التاريخية، وقلة أعداد الكومبارس في القرية وفي الساحات العامة. وعززت حلقات «وأشرقت الشمس» نجومية يوسف الخال، الذي كانت وسامته فقط بطاقته إلى التمثيل في «الباشاوات» للمخرج ميلاد الهاشم في أواخر التسعينيات على شاشة «المستقبل»، قبل أن يصبح أحد أهم النجوم الشبان موهبة وأداءً محلياً. وسيكون كذلك على مستوى العالم العربي قريباً، وخصوصاً إذا كُتب النجاح للمسلسل الجديد «لو» (إخراج سامر البرقاوي) الذي يؤدي بطولته مع نادين نسيب نجيم وعابد فهد.
أما الكيمياء الموجودة بين الصديقتين رولا حمادة وإلسي فرنيني في دور منيرة صاحبة الملهى، حيث يجتمع ضباط الاحتلال العثماني، فليست جديدة. فقد ظهرت سابقاً في مسلسل «فارس الأحلام» لطايع أيضاً وإخراج جورج شلهوب، ومثلها بين حمادة وغسان صليبا. الأخير سيكون من الآن فصاعداً، منافساً أساسياً لأبناء جيله من نجوم الدراما اللبنانية، وهو صاحب أغنية «غابت الشمس» التي حفظها الجمهور منذ الحلقات الأولى (كتابة الأب فادي تابت). كما كانت التجربة التمثيلية لإيف شلالا في دور فؤاد ابن ياسمين جيدة، وكالعادة جاء أداء ختام اللحام وصوتها ليؤكدا على قدرات الممثلة القديرة التي انطلقت من عالم الماكياج، لتصبح إحدى أفضل بنات جيلها في التلفزيون. يبقى أن «وأشرقت الشمس»، يفترض أن يجد إقبالاً عربياً عند الاستقرار على عرضه على إحدى الفضائيات الكبيرة.

«وأشرقت الشمس» غداً 20:45 على lbci