القاهرة | حالما هدأت العاصفة التي أثارتها زيارة ثلاثة أعضاء من مجلس إدارة «نقابة الصحافيين المصريين» للأراضي الفلسطينية المحتلة بتصريح إسرائيلي وغيرهم من الصحافيين الذين ادعوا تسللهم خلسة لزيارة المسجد الأقصى، فجّر رئيس «اتحاد المنتجين العرب» إبراهيم أبو ذكرى قنبلة حين أعلن أنّ سلطات الاحتلال رفضت السماح له بالمشاركة في اجتماع «اتحاد إذاعات الدول العربية» الذي انطلق أول من أمس في رام الله.
قال أبو ذكرى على صفحته على فايسبوك إن الرئاسة الفلسطينية تفاوض السلطات الإسرائيلية لمنح وفد الاتحاد من مصر إذناً بالدخول، معتبراً أن انعقاد المؤتمر «محاولة عربية لكسر حاجز الخوف عند العرب من زيارة الأراضي المحتلة، واتهامات التطبيع التي تلاحق كل من يقوم بذلك».
وأعلن أبو ذكرى أنّه شخصياً صاحب فكرة «كسر الخوف عند المصريين وتفتيت فتوى تحريم زيارة الأراضي المحتلة على المسلمين لفكّ العزلة عن الشعب الفلسطيني»، ووصف منتقدي هذه الزيارات المدمغة بموافقة إسرائيلية بأنّهم «جهلة وعملاء للموساد».
ومن المتوقع أن يثير تعليق أبو ذكرى الفايسبوكي عاصفة من الانتقادات ضد «اتحاد إذاعات الدول العربية»، وخصوصاً أنّ شخصيات إعلامية مصرية عدّة، بينها نقيب الصحافيين ضياء رشوان، اضطرت إلى الاعتذار عن عدم تلبية الدعوة التي استجاب لها رئيس «اتحاد المنتجين العرب» بسبب حملات الاستنكار التي يتعرض لها زوّار المناطق الفلسطينية التي تقع تحت سيطرة الصهاينة. في المقابل، هناك من برّر تلبيته للدعوة، مثل رئيس «مدينة الإنتاج الإعلامي» حسن حامد. الأخير شدد على أنّ زيارته الحالية لرام الله ضمن الوفود العربية المشاركة في الاجتماع الـ 17 للجنة التنسيق العليا بين الفضائيات العربية، تأتي «تأكيداً على عروبة فلسطين.
فالفلسطينيون هم أصحاب الأرض والقضية»، وفق ما نقلت عنه «وكالة أنباء الشرق الأوسط». ورفض حامد اتهامات التطبيع التي يطلقها البعض، لافتاً إلى «أنّها دعوة من جهة عربية، ولا علاقة لها بالسلطات الإسرائيلية، لذا يجب أن نضع هذا الموضوع
جانباً».
زيارة بعض أعضاء مجلس إدارة «نقابة الصحافيين المصريين» للأراضي المحتلة، دفعت لجنة «صحافيون ضد التطبيع» إلى تنفيذ اعتصام رمزي لمدة خمس ساعات أمام النقابة الكائن في وسط القاهرة، للمطالبة بالتحقيق مع الأعضاء، استناداً إلى قرارات الجمعية العمومية للنقابة التي حظرت التطبيع مع سلطات الاحتلال قبل تحرير جميع الأراضي الفلسطينية، علماً بأنّ اللجنة أنشئت تزامناً مع الإعلان عن زيارة وفد النقابة الأخيرة. وجمعت الحملة عشرات التواقيع لإحالة أعضاء الوفد الصحافي إلى التحقيق أمام لجنة مستقلة، فيما أعلنت مجموعة من أعضاء «شعبة المصورين الصحافيين» عن زيارة مشابهة يتم تنظيمها حالياً لوفد من المصورين، رافضين موافقة رئيس الشعبة على تلبية الدعوة.