كاميرا خفيّة تفضح المستعدين للتعامل مع اسرائيل
مع الإعلان عن «شالوم»، قامت القيامة في تونس ولم تقعد، فقد رضخت القناة التاسعة التي أنتجت البرنامج لضغوط كثيرة، فأوقفت البرنامج ومنعته، إلا أن الزريبي وجد طريقاً آخر للبث عبر قناة «تونسنا» الخاصة (على التردّد 11657 Vertical 27500) عند التاسعة والنصف مساءً بتوقيت بيروت، وبالفعل فقد بثّت الحلقة الأولى منه مساء الأحد الماضي.
ومع الكثير من ردود الأفعال العنيفة التي يتعرض لها وليد الزريبي وأنا أكتب هذه السطور، والتي وصلت إلى حد التهديد بالتصفية الجسدية له ولعائلته، إلا أنّه، وبحقّ، يقدّم لنا درساً إعلامياً وأخلاقياً في منتهى الكمال. إذ واجه الإعلام بالإعلام، والكاميرا بالكاميرا، والقضية بالقضية.
أؤكد أنّه اليوم، أو غداً، سيتعرّض الزريبي للمزيد من المشاكل، وسيُهدَّد ويُخوَّن وسيشكَّك في نياته ويحال إلى سفهاء القوم على السوشال ميديا وغيرها من المنصات الرديئة. وكيف لا وقد فقأ عين الغول؟ اليوم وغداً، على كل إعلامي شريف أن يقف بجانب وليد الزريبي الذي كان بإمكانه أن يصبح ثرياً بظرف 48 ساعة ويبيع الجمل بما حمل، ويظل سالماً غانماً، إلا أنّه آثر أن يقدّم درساً حقيقياً في الإعلام يشكر عليه وترفع له القبعات.
* شاعر وصحافي سوري