اختتمت، أمس السبت الدورة الـ 71 من «مهرجان كان السينمائي الدولي» بحصول الفيلم الدرامي الياباني Shoplifters للمخرج هيروكازو كوري إيدا بـ «السعفة الذهبية» عن فئة أفضل فيلم، وفوز «كفرناحوم» للبنانية نادين لبكي بجائزة لجنة التحكيم الخاصة. أثار Shoplifters إعجاب الجمهور لتصويره الدقيق للحياة الأسرية والتطوّرات المفاجئة في حبكته الدرامية، فيما خالف فوز المخرج الذي حصل سبق أن حصل على جوائز في المهرجان، التوقعات بحصول امرأة على السعفة الذهبية مع وجود ثلاث مرشّحات في سنة جرى التركيز فيها على فضائح التحرّش الجنسي في هوليوود.في هذا السياق، قالت الممثلة الاسترالية، كيت بلانشيت، التي ترأست لجنة التحكيم المؤلفة من خمس نساء وأربعة رجال، إنّ «النساء والرجال في لجنة التحكيم يحبّون أن يروا تمثيل المزيد من المخرجات»، مضيفة أنّه كان «من الصعب جداً اختيار الفائز»، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز».
وفاز BlacKkKlansman للمخرج سبايك لي بالجائزة الكبرى. يتناول العمل القصة الحقيقية لرجل شرطة أسود استطاع اختراق جماعة «كو كلوكس كلان» العنصرية في سبعينيات القرن الماضي.
أما «كفرناحوم»، فاستطاع حصد جائزة لجنة التحكيم الخاصة بعد توقعات بحصوله على السعفة الذهبية، في أعقاب الإعجاب الكبير الذي ناله إثر عرضه يوم الخميس الماضي حيث وقف الحضور مصفّقاً لمدّة 15 دقيقة. وبذلك، تكون لبكي الثانية بعد مواطنها مارون بغدادي الفائزة بهذه الجائزة («خارج الحياة» ــ 1991)، والأولى بين المخرجات اللبنانيات.



إنّه شريط درامي واقعي يتمحور حول صبي صغير يُدعى «زين» يعيش في أحد أحياء بيروت الفقيرة، ويحاول من دون جدوى منع تزويج شقيقته الصغرى التي بلغت سن الزواج. وبسبب الظروف الصعبة التي يعيشها الطفل والحياة الصعبة التي يحياها يقرّر مقاضاة والديه! من خلال هذه القصة وغيرها، غاص الفيلم عميقاً في عوالم المسحوقين والمهمّشين من الأطفال، كاشفاً عن وجه قبيح للمجتمع اللبناني، يعبق عنصرية وعنفاً وطائفية.
لم يمرّ هذا النبأ مرور الكرام على السوشال ميديا، إذ احتفى عدد كبير من اللبنانيين بمخرجة فيلم «سكّر بنات» (2007)، أبرزهم رئيس الوزراء سعد الحريري، الذي شدّد على أنّ «كل لبنان يفتخر بنجاحك يا نادين».
وبعد مرور 50 عاماً على مساعدته في إلغاء «مهرجان كان» في 1968 تضامناً مع احتجاجات الطلاب العاملين، حصل جان لوك غودار (1930)، أحد أبرز أسماء الموجة الجديدة في السينما الفرنسية، على السعفة الذهبية الخاصة عن فيلم Le Livre d'image الذي يهجو فيه «الربيع العربي»، فيما كانت جائزة أفضل مخرج من نصيب البولندي باول باوليكويسكي عن «حرب باردة» الرومانسي الذي ينتقل من حياة المزارعين في بولندا إلى أندية الجاز في باريس، بين الأربعينيات إلى الستينيات.
أما فيلم Girl البلجيكي الذي يتناول سعي مراهقة متحوّلة جنسياً لكي تصبح راقصة باليه، ففاز بجائزة «أفضل إخراج للمرّة الأولى» للمخرج لوكاس دونت.
من جهته، انتزع المخرج الإيراني جعفر بناهي جائزة «أفضل سيناريو» عن فيلم «3 وجوه» بالمشاركة مع نادر سايفار. ومنحت الجائزة مناصفة مع فيلم Happy as Lazzaro لكاتبته ومخرجته الإيطالية أليس روشار.