تحت شعارات «حريّة التعبير» و«مواجهة الإبداع للمنظومة السياسية والاجتماعية» و«تطوير البيئة الثقافية والفنون»، يعود مهرجان «ريد زون» بدورته الثالثة عربياً التي تنطلق بعد ظهر اليوم وتستمر حتى الثامن من أيار (مايو) الحالي في أماكن وفضاءات ثقافية عدّة في بيروت. عام 2013، أطلقت مؤسسة KKV النرويجية المهرجان في العاصمة أوسلو، لينتقل لاحقاً إلى القاهرة وبيروت عام 2014 بالتعاون مع «مؤسسة المورد الثقافي»، ثم إلى تونس والعاصمة اللبنانية سنة 2016. هذه السنة يعود المهرجان إلى بيروت مجدداً، بالشراكة مع «جمعية شمس» و«فرقة زقاق». يتضمّن برنامج الدورة الثالثة خمسة عروض فنية فازت بالمنحة التي دعا إليها «المورد الثقافي» ومؤسسة KKV العام الماضي. من مصر وسوريا وفلسطين والمغرب ولبنان، تراوح الأعمال بين التجهيزات الفنية والعروض الأدائية الراقصة والمسرحية، إلى جانب الموسيقى. سنشاهد «دخلت مرة في جنينة» لكريستيل خضر ووائل علي وبيسان الشريف حول العلاقات الحميمة خلال الحروب، كما ستطلق فرقة الروك المصرية «جيمي والقديس» أسطوانتها الأولى في حفلة موسيقية.
كريستيل خضر ووائل علي وبيسان الشريف عن العلاقات الحميمة في الحرب

الفنان التشكيلي محمد المصري سيقدّم تجهيزه البصري «اقتصاد القوّة يدفع الثمن» حول سوق صناعة الدبابات في العالم. الحروب والتطرّف الديني، والواقع العربي الدموي تلهم أعمال الفنانين العرب كما في مسرحية «الاعتراف» للكاتب السوري وائل قدور والمخرج عبدالله الكفري، والعرض الراقص «هن» للكوريغراف المغربي خالد بنغريب. وقد اختارت الأعمال الفائزة لجان مؤلفة من فنانين عرب. عن فئة الموسيقى، تضمنت اللجنة الفنانة الفلسطينية كاميليا جبران، والمصري فتحي سلامة، واللبناني زيد حمدان. وعن فئة فنون الأداء، تضمنت اللجنة المسرحية اللبنانية حنان الحاج علي والمخرج الكويتي سليمان البسام، والراقصة الفلسطينية سمر حداد كينغ. كما تشارك في اختيار الفنون البصرية كل من الفنانة الفلسطينية لاريسا صنصور، والقيّم الفني المصري طارق أبو الفتوح والفنان السوري تمام عزّام.
«مهرجان ريد زون ــ 3»: عند الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم حتى مساء الثلاثاء 8 أيار (مايو) ــ «استديو زقاق» (الكرنتينا)، «مسرح دوار الشمس» (الطيونة)، موقف السيرك (الكرنتينا). للاستعلام: 01/289929



البرنامج

«دخلت مرة في جنينة» ــ كريستيل خضر، وائل علي، بيسان الشريف
3 و4 و5 و7 و8 / 5 ــ س: 15:30 ــ «استديو زقاق»


تعاونت الكاتبة المسرحية والممثلة اللبنانية كريستيل خضر مع المخرج السوري وائل علي في مسرحية «عنوان مؤقت» حول تاريخ الهجرة في المنطقة العام الماضي. هذه المرّة، يجتمع الثنائي مجدداً في تجهيز فني «دخلت مرّة في جنينة» ترافقهما أيضاً المعمارية والفنانة التجهيزية السورية الفلسطينية بيسان الشريف. فكرة المشروع المتعدّد الوسائط تتمحور حول العلاقات الحميمة والجنسية التي تنشأ خلال فترات الحرب في الشرق الأوسط. سنستمع إلى قصص وذكريات مقتبسة من تجارب وحكايات راشدين ممن عاشوا مراهقتهم في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا. يأخذ التفاعل المباشر مع الجمهور حيزاً أساسياً في هذا العرض الذي يجمع بين مفهومي الجسد والمكان الحميم وإمكانية وجوده في الظروف القاسية أو عدمها.

«اقتصاد القوّة يدفع الثمن» ــ محمد المصري
3 و4 و5/5 ــ س: 19:00 ــ موقف السيرك قبالة «استديو زقاق»


اختار محمد المصري الدبابة كرمزية لمنظومة التصنيع المتوحشة، بمآربها الإقتصادية، والصراعات السياسية الناتجة عنها على حساب الإنسان ومصيره. أسواق الدبابات، وإقتصادياتها، الضحايا البشرية التي تدفع بهدف الحفاظ على الأرباح وصقلها، هي منطلقات تجهيز بصري «إقتصاد القوّة يدفع الثمن». في أعماله، يحاول التشكيلي والفوتوغرافي المصري تفعيل وفهم دور الفن في المجتمع وقضاياه. هل تستحقّ الدبابة هذا الإنتاج الضخم؟ يسعى العمل إلى الإجابة على هذا السؤال، عبر تقديم رسومات وتجسيدات للدبابات، باستخدام تهكّمي للون الذهبي الذي يحيل إلى قداسة معينة في كل الثقافات. سيعرض «إقتصاد القوّة يدفع الثمن» خلال الأيام الثلاثة من المهرجان في الهواء الطلق في موقف السيرك قبالة «استديو زقاق».

حفلة إطلاق أسطوانة فرقة «جيمي والقدّيس»
4/5 ــ س: 21:30 ــ «استديو زقاق»


في نهاية العام 2015، أسّس المغني وكاتب الأغنيات جيمي الجوهري، والمؤلف الموسيقي رامي صدقي (غيتار) فرقتهما «جيمي والقديس»، قبل أن ينضم إليها شريف جلال (مؤثرات إلكترونية) وأحمد جمال الجوهري (درامز وإيقاعات إلكترونية). تصنف الفرقة نفسها على أنها فرقة روك بديل تسعى إلى إنتاج أصوات جديدة في المشهد الموسيقي المصري. أسطوانتها القصيرة (EP) الأولى التي تطلقها في حفلة موسيقية حية في «استوديو زقاق»، تجمع موسيقى الروك مع المؤثرات والإيقاعات الإلكترونية في خمس أغنيات. تحمل الأغنيات النقدية تعليقاً على القضايا الإجتماعية اليومية، والتابوهات في المجتمعات العربية. أما الحفلة فهي عبارة عن أداء موسيقي حي، برفقة فيديو ومؤثرات بصرية. علماً أن الموعد الذي يحتضنه «استوديو زقاق»، ستتبعه حفلة دي. جاي للفنان اللبناني نصري الصايغ.

«الاعتراف» ــ وائل قدور وعبدالله الكفري
7 و8/5 ــ س: 20:30 ــ «دوار الشمس»


يستلهم الكاتب والدراماتورج السوري وائل قدور (الصورة) مسرحيته «الاعتراف» من مسار الحراك في سوريا الذي انتقل من المظاهرات السلمية إلى المواجهات المسلحة. فترة الثمانينيات الصاخبة سياسياً، ماثلة كخلفية لقراءة الأحداث الحالية ومساءلتها في المسرحية التي أخرجها عبدالله الكفري. يدور العرض في يوم واحد من حياة الضابط جلال الذي كان النظام قد استغنى عن خدماته خلال سنوات استقرار البلاد، قبل أن يحاول إرجاعه إلى الخدمة بالتزامن مع بدء الحراك الشعبي. طلب يضع جلال في مواجهة مع ماضيه وخياراته الجديدة التي قد يتخذها ليقلب السنوات التي قضاها برفقة ابن أخته المخرج المسرحي عمر. ضمن تقنية المسرح داخل المسرح، تتداخل قصة جلال مع مسرحية «الموت والعذراء» للكاتب الأرجنتيني آرييل دورفمان التي يتدرب عليها الشاب عمر، والمبنية بدورها على مواجهة بين سجين وجلاد سابقين.

«هن» ــ خالد بنغريب
3 و4/5 ــ س: 20:30 ــ «دوار الشمس»


اختار الكوريغراف والراقص المغربي خالد بنغريب ست راقصات لتقديم عرضه الجديد «هن» الذي يعدّ الجزء الثاني من عمله السابق «هم». يشكّل العرضان جزءاً من بحث إجتماعي أدائي يسعى إلى فهم ظاهرة التطرف الديني على خلفية الأحلام والفن والميثولوجيا والدين والرموز والفلسفة.
الاعتداءات التي تطاول جسد المرأة باسم الدين والمجتمع والعادات والتقاليد هي محور العرض الذي سيشاهده الجمهور البيروتي على مدى ليلتين في «دوار الشمس». يجمع العمل الكتابة والرقص والأداء الجسدي.
على الخشبة، ست مؤديات يكتبن على ألواح معدنية نصوصاً تسلّط عليها الإضاءة أمام سينوغرافيا مؤلفة من طاولة سوداء تجعل من مشاهد العرض خرائط تصل فيها حركات الجسد إلى أقصاها.