عام 2016، احتضنت «جامعة نيويورك» في أبو ظبي، الدورة الأولى من مشروع «أصوات عربية»، الذي أطلقته مجموعة من الفنانين المسرحيين العرب الأميركيين. تحت عنوان «هنا/هناك/ في حينها/ الآن»، اجتمعت أعمال لكتاب مسرحيين عرب من فلسطين ولبنان والأردن ومصر، إلى جانب مسرحيات لكتاب فلسطينيين أميركيين، ولبنانيين أميركيين، وقدّمت للجمهور العربي. خلق مساحة لقاء مماثلة يعدّ من أولويات المشروع (بدعم من «جامعة نيويورك» في أبو ظبي، و«الصندوق العربي للثقافة والفنون – آفاق»). التنقل والسفر بالأعمال، وإمكانية تفاعلها مع جمهور مختلف، تصير جزءاً من حركيتها وسيرورة سردياتها، بالطريقة البسيطة نفسها التي اكتسبت فيها المرويات والحكايات الفلسطينية بقاءها، بفضل تداولها في الشتات من قبل الفلسطينيين الذين غادروا بلادهم.
يستعيد إسماعيل الخالدي سيرة لاعب كرة القدم الشهيد طارق القطو

بعد جهد تضمّن أبحاثاً، وورشات العمل، وترجمات، استطاع القائمون على المشروع إقامة هذا التواصل المسرحي مع المواطنين العرب في الداخل وأولئك الذين في الشتات حيث سيتاح لهم التعرف إلى النتاج المسرحي العربي، والعربي الأميركي، الذي لا ينأى عن هموم هذه البقعة من الأرض. ينتقل الحدث هذه السنة إلى «دار النمر للفن والثقافة» في بيروت، بعنوان «أصوات عربية: قصص من فلسطين» الذي يستمر بين 15 و17 آذار (مارس) الحالي. على البرنامج عرض مونودرامي وقراءات مسرحية لأعمال تتناول القضية الفلسطينية من زوايا وتجارب مختلفة، ستقدم باللغتين العربية والإنكليزية (مع ترجمة).
في عرضه المونودرامي «القدم»، يستعيد الكاتب المسرحي الفلسطيني الأميركي إسماعيل الخالدي سيرة لاعب كرة القدم والشهيد الفلسطيني طارق القطو. تسير أحداث «ساعة الشعور» للكاتبة اللبنانية الأميركية منى منصور بين فلسطين ولندن خلال العام المفصلي 1967. أما لميس إسحق ويعقوب قادر فيقدّمان في «فدوى والطعام» قصة من بيت لحم، لشابة فلسطينية تدعى فدوى، تعيش تحت سقفين الأول مطبخها، والثاني هو الفضاء الخارجي، المحكوم من الاحتلال الإسرائيلي. علماً أن العروض متاحة للجمهور مجاناً.

*«أصوات عربية: قصص من فلسطين»: ابتداء من 15 حتى 17 آذار (مارس) الحالي ــ «دار النمر للفن والثقافة» (كليمنصو ــ بيروت). للاستعلام: 01/367013



البرنامج

■ «ساعة الشعور» ــ منى منصور
15/3 ــ س: 19:00



لا تعرف منى منصور عن القضية الفلسطينية سوى الأحاديث التي كانت تسمعها عنها خلال زياراتها القليلة إلى لبنان. في مسرحيتها «ساعة الشعور» (إخراج منصور ونويل غصيني)، تحاول الكاتبة اللبنانية الأميركية، المقيمة في نيويورك، البحث في الظروف النفسية والاجتماعية في حالتي اللجوء والشتات، العلاقة مع الأمكنة، محدوديتها وغيرها من المشاعر المتخبطة التي تصيب اللاجئ بعيداً عن وطنه. في الأمسية في «دار النمر»، ستكون هناك قراءة للمسرحية بالإنكليزية والعربية (ترجمة للعربية: شادي روحانا) على مدى ساعتين. يركّز العمل على التاريخ الفلسطيني الأقسى بعد النكبة، وهو عام 1967. من فلسطين، إلى القاهرة، ثم لندن، يتنقل أدهم (إيلي يوسف) برفقة زوجته عبير (هبة سليمان). لكن إقامته في العاصمة البريطانية ليست على صورة الشعر الرومانسي الإنكليزي الذي يحبّه. هناك، سيضيع بين متطلبات العائلة وطموحه الفردي، واحتمال العودة. يشارك في التمثيل أيضاً كل من عليّة الخالدي، وبشارة عطالله، وساني بكري، وديمة ميخائيل متّى.

■ «فدوى والطعام» ــ لميس إسحق ويعقوب قادر
17/3 ــ س: 19:00



يبحث «فدوى والطعام» (2012) عن القضية الفلسطينية في مطابخ أهلها. العرض (كتابة لميس إسحق ويعقوب قادر) الذي قدّم في نيويورك قبل سنوات (إخراج إسحق، ونويل غصيني)، يحتفي ببطلة بسيطة وشخصية استثنائية. في بيت لحم، تعيش الشابة الفلسطينية فدوى فرانش مع عائلتها في مناخات متقلبة سياسياً. تقضي الشابة الثلاثينية العزباء معظم وقتها في المطبخ، تطهو الأكل الشهي، فيما تكرّس حياتها للالتزامات العائلية خصوصاً والدها المسن. التدخّل السياسي الخارجي، بسبب عوائق الاحتلال الإسرائيلي، سيعكّر مجرى زواج أختها الصغرى. رغم ذلك، تصمم فدوى على الاستمرار بالتحضيرات لمراسم العرس. في موازاة الفوضى السياسية، ستبدأ بعض المناوشات العائلية الداخلية، بين أفراد الأسرة الفلسطينية، تراوح بين الفكاهة والدراما، وتطال التقاليد الفلسطينية. في الأمسية المرتقبة، سيتم تقديم قراءات للمسرحية باللغة الإنكليزية (مع ترجمة للعربية: أياس يونس) بمشاركة لميس إسحق، ومارسيل بو شقرا، ديمة ميخائيل متى، وساني عبد الباقي، وإيلي يوسف، وأيشان سيليك، وعلية الخالدي.

■ «القدم» ــ إسماعيل الخالدي
16 و17/3 ــ س: 17:00



يستوحي إسماعيل الخالدي مسرحياته من بعض الوقائع التاريخية الحقيقية، كما في «تنس في نابلس»، و«سقوط صبرا» ومسرحيات أخرى. ينقّب الكاتب المسرحي الفلسطيني الأميركي عن دلالات سياسية كبرى، وأحياناً فانتازية في السير الفردية التي يختارها. هكذا كتب عرضه المونودرامي «القدم» (إخراج مشترك مع علية الخالدي ــ مخرجة مساعدة: ميرا صيداوي) بالاستناد إلى سيرة لاعب كرة القدم والشهيد الفلسطيني طارق القطو (أداء عدي قديسي). كان الشاب الثلاثيني لاعباً في «نادي ثقافي طولكرم» والمنتخب العسكري الفلسطيني، لكنه استشهد في اليوم الأول من سنة 2001. أصاب جندي إسرائيلي (عمر أحمد) جسده بعشرات الرصاصات، قبل التمثيل بجثّته أيضاً. يعرف الناس القطو على الملاعب، بحماسته وخفة دمه. قد لا يعرفه كثيرون خلف القناص، ويوافقونه ربما على قناعته وقوله بأن لا «وصول للمنتخب الفلسطيني إلى كأس العالم مع وجود نقاط التفتيش والمنافي والفساد والموت». سيقدّم العرض (35 د) باللغة العربية مع ترجمة للإنكليزية (أياس يونس).