أصبحت إستقالة بولا يعقوبيان من قناة «المستقبل» خلفها. حسمت المقدّمة أول من أمس قرارها بترك المحطة التي يملكها سعد الحريري بعدما عملت فيها نحو 10 سنوات. أعلنت في نهاية حلقة «إنترفيوز» إستقالتها برسالة حملت الكثير من المعاني السياسية والاعلامية. قالت: «خلال أكثر من عشر سنوات و500 حلقة، أنا صار لازم ودّعكن. أترك الشاشة اللي بحبها كتير. قرار صعب.
صعب أترك مطرح بيتي وإدارتو أخوة إلي. بعترف مش أوّل مرة بحاول فلّ، بقلّي سعد الحريري خليكي وبضلّ. هلق بدّي أتوجهلك بقدّر رغبتك وإصرارك إستمرّ، بس هلق لازم اترك». وتوجّهت إلى الحريري قائلة: «ما تزعل مني»، مضيفةً: «منعاً لأيّ تلفيقات أو إشاعات، أقول بصوتي وصورتي أفتخر بمسيرتي في قناة «المستقبل»، وافتخر أنك (الحريري) لبناني أولاً وأخيراً وغير فئوي، وأفتخر بتمسّكك بي».
من يتابع أخبار بولا عن قرب، يعرف أن إستقالتها كانت مفاجئة بعض الشيء. رغم أنها كانت تستعدّ لاتخاذ قرار الانتقال إلى قناة «الجديد»، إلا أنّها كانت «تتريّث» في الإقدام على ذلك. فقد كانت تبحث عن التوقيت المناسب لترك «المستقبل». قبل عام تقريباً، تلقّت يعقوبيان عرضاً من «الجديد» لتقديم برنامج سياسي (الأخبار 31/1/2017).
يومها سجّلت حلقة تجريبية من العمل التلفزيوني الذي يدور في فلك السياسة، لكن قرار الانتقال لم يُتخذ لأن الحلقة لم تكن على قدر التوقعات. بعد مرور أشهر قليلة، عادت بولا وسجّلت حلقة تجريبية ثانية لصالح «الجديد». أيضاً لم تُفلح تلك التجربة، ولم تنل إعجاب القائمين على الشاشة المحلية. وقبل أسابيع قليلة، فُتح مجدداً ملف إنتقال بولا إلى محطة تحسين خياط وصوّرت حلقة تجريبية ثالثة، وتعاونت مع شركة «شوت برودكشن» التي يتولاها فراس حاطوم.

حديث عن ضغوط تعرضت لها مع الغاء حلقة عقاب صقر

الحلقة التجريبية الثالثة كانت الأوفر حظاً، إذ نالت رضى الجميع وكانت «المدماك» الاساسي للبحث بجديّة في إنتقال بولا إلى شاشة «الجديد». البرنامج المنتظر سيحمل إسم «بولاتيكس»، ويخرج قليلاً من الإطار الكلاسيكي للحوارات السياسية. يستضيف في كل حلقة ناشطين من شتى المجالات، يتطرّقون لأحداث وتطورات آنية. في السياق نفسه، رغم كل الاشارات الايجابية والوعود التي تلقّاها القائمون على القناة والاتفاق على جميع تفاصيل البرنامج، إلا أنّ بولا كانت تطلب دوماً إعطاءها وقتاً إضافياً ريثما «تستوي» الأمور. وأول من أمس، قرّرت أن تضع النقاط على الحروف وتترك «المستقبل» من دون أن تعلن عن أيّ خطوة للإنتقال إلى شاشة أخرى.
فهل يمكن لإعلامية أن تترك قناة محلية من دون أن تقرر مصيرها الاعلامي؟ بالطبع لا، بخاصة أن بولا تستعدّ لاعلان ترشّحها للانتخابات النيابية المتوقعة في شهر أيار (مايو) المقبل.
لذلك، هي بحاجة إلى شاشة تستعرض فيها «عضلاتها» السياسية، وتطرح مشاريعها بطريقة غير مباشرة. كما أنها مضطرة للخروج من «المستقبل» قبل موعد الانتخابات، كي تترشّح إلى جانب بعض تيارات المجتمع المدني.
في السياق نفسه، يُحكى في الكواليس أن المقدّمة لم توقّع لغاية اليوم عقد الانتقال مع «الجديد»، لكنها لن تتأخّر كثيراً عن تلك الخطوة. فقد إتفقت مع القائمين على «الجديد» على خطوة الانتقال، لكنها طلبت أولاً تسوية أمورها مع الحريري وتقديم استقالتها مباشرة على الهواء كي لا يُفهم أنها تركت «المستقبل» «على زعل»، بخاصة أنه يتداول في الكواليس السياسية أن الخلاف وقع بين المقدّمة والحريري، لأنّ لدى الأخير مشكلة حالياً مع الواجهة الاعلامية لقناة «المستقبل» على خصوصاً بولا ونديم قطيش. وبرزت تلك المشكلة بعد المقابلة التي أجرتها بولا مع سعد الحريري في السعودية، وقيل الكثير
حولها.
كما يربط بعضهم بين إستقالة بولا والضغوط السياسية التي تعرضت لها، وتُفيد بأنّ النائب عقاب صقر كان سيحلّ ضيفاً على «إنترفيوز» أوّل من أمس، ليفاجأ الجميع بعدم بثّ المقابلة وبتبدّل الضيوف. إذاً، حسمت بولا أمر خروجها من «المستقبل»، لكنها لم تعلن عن خطوتها اللاحقة، فهل تكون «الجديد» محطتها
الثانية؟