لم يكن وزير الإعلام رمزي جريج ينتظر نهاية شهر رمضان لتقييم عمل إدارة «تلفزيون لبنان» خلاله، إذ قدّم التلفزيون الرسمي برنامجي «ألعاب وحزازير» سطحيَّيْن يمكن وصفهما بالصبيانية. أحدهما عند السادسة عصراً والآخر عند العاشره مساءً، في وقت كانت المحطات الأخرى، بلا استثناء، تقدّم مسلسلات وبرامج جديدة وجذابة.
فالوزير اتخذ قراراً منذ أشهر بضرورة إنهاء معاناة تلفزيون لبنان مع طلال المقدسي، الذي يوصف بأنّه الـ«وان مان شو» الذي عيّنه قاضي الأمور المستعجلة رئيس مجلس إدارة في القناة، والعمل على تشكيل مجلس إدارة جديد يتسلّم زمام هذه المؤسسة التي من سوء قدرها، تنتقل من تحت دَلف التسيّب إلى تحت مزارب المزاجية وقلة المعرفة بفنون الشاشة الصغيرة وشؤونها.
وفي المعلومات أنّ الوزير جريج فَاتَحَ عدداً من الشخصيات المؤثرة في البلد، وعلى رأسها رئيس الحكومة تمام سلام، في أمر تشكيل مجلس الإدارة الجديد وطلبَ طرح أسماء، تكون جاهزة للتعيين في اللحظة المناسبة، أي لحظة التراجع في الاشتباك السياسي. وبالفعل، هناك عدد من الأسماء المرشحة في مفكرته، وهناك من يقول إنّ أي جلسة جديدة لمجلس الوزراء قد تحمل في إطار التعيينات مجلس إدارة جديداً لـ «تلفزيون لبنان».
أما العلاقة بين جريج والمقدسي، فشبه مقطوعة بعد تقديم عدد من المراجعات إلى الوزير من قبل موظفي المحطة، ومعدّي ومقدمي البرامج فيها، تتعلّق بأسلوب إدارة المؤسسة الذي لم يستطع منذ سنتين (تاريخ صدور الحكم القضائي بتعيين المقدسي حارساً قضائياً على المحطة) حتى اليوم تقديم أي فكرة جديدة لبرنامج جيّد، فضلاً عن رفض المقدسي عدداً من الأفكار كان يمكنها النهوض بالشاشة الوطنية، ولو نسبياً. وتقول مصادر من القناة إنّ المقدسي أحاط نفسه بموظفين يمالئونه ويزكيهم مادياً ومعنوياً، إضافة إلى تضييقه على بعض البرامج الحالية عبر إبداء ملاحظات وانتقادات غير ذات قيمة، ولا هدف لها سوى إشعار الجميع بأنّ هناك من هو «صاحب سُلْطة» في المحطة.
هل ينجح وزير الوصاية على تلفزيون لبنان بإقناع من يعنيهم الأمر بالسير معه خطوة على طريق استعادة التلفزيون الرسمي إلى جادة الانتاج والنشاط والمنافسة؟