بعد استعادتها لأغنيات الشيخ إمام وزكي ناصيف، بصوتها وأسلوبها، تعود مريم صالح الى بيروت مع أغاني أحمد عدوّية، رائد اللون الشعبي (البلدي) في مصر، في أمسية بعنوان «فرح» غداً وبعد غد في «مترو المدينة».
ليس غريباً أن يُكرّم أحمد عدوية بصوت شباب الموسيقى البديلة، هو الصوت الذي خرج من المقاهي وشارع وحفلات الزفاف واجتاح بأغانيه المحروسة في السبعينيات والثمانينيات. كانت موجة عدوّية سريعة الانتشار في مصر ومن بعدها في العالم العربي. بسرعة، دخل قلوب الناس من خلال «زحمة يا دنيا زحمة»، و»كنت دي مونت كريستو»، و»يا بنت السلطان» وغيرها. أغنيات كانت تنبعث من الحفلات، ومن السيارات التي تجوب شوارع القاهرة والمراكب التي تطفو بين ضفتي النيل، وما ساعده في شهرته مشاركته في العديد من الأعمال السينمائية إلى جانب نجوم كبار. ورغم كل الانتقادات التي أمطره بها النقّاد والمخلصون للطرب المصري الأصيل، قال فيه محمد عبد الوهاب «الموسيقى بدلة رقص وعدوية الخلخال بتاعها»، فيما غنّى له عبد الحليم حافظ في أمسية خاصّة جمعتهما «السح اندح انبو» التي أثارت أيضاً انتقادات كثيرة، بينما اختار عدوية أن يغني لعبد الحليم أغنية «خسارة».

اختارت مريم صالح مجموعة خاصّة من أغاني عدوية المعروفة لتقدمها في أمسية «فرح» البيروتية. عنوان الحفلة يعني أنّها ستأخذنا إلى حفلة زفاف مصرية في الثمانينيات، وسترافقها فرقة مؤلفة من الآلات الشرقية التي تحيي ليالي الأفراح، ومع أسماء معروفة لعازفين شاركوا في العديد من المشاريع الموسيقية الناجحة، وبالتأكيد، ستكون لهم بصمتهم الخاصة في «فرح» كسماح أبي المنى (أكورديون)، وعماد حشيشو (عود) وأحمد الخطيب (رق) ومازن ملاعب (طبلة). كما في أغلب المشاهد التي شارك فيها عدوية في السينما واستناداً إلى الأصول في الفرح البلدي، ستشارك الراقصة رندة مخّول في بعض الأغنيات من البرنامج الذي يتضمّن «السح اندح انبو»، و»يا ليل يا باشا»، و»كلّه على كلّه»، وغيرها من ريبرتوار عدوية.
تعرف الجمهور اللبناني إلى مريم لدى مشاركتها زيد حمدان في حفلات استعادت في بعضها أغاني الشيخ إمام بطريقة مختلفة وبأصوات جديدة كما هو المعتاد مع اسلوب زيد، ومن خلال انطلاقها بالبومها الأول «أنا مش بغني» (2011 ــ بالتعاون مع تامر أبو غزالة و»إيقاع»). أما في «فرح»، فستحيي أمسية من التراث الشعبي المصري، كما هو، بشكله الموسيقي الشرقي وتحديداً المصري، وهنا تكمن نقطة القوة في استعادتها لأعمال عدوّية. صوتها القوي وطبقته وأسلوبها الغنائي الساخر، كلّها عوامل سمحت لها أن تستعيد الشيخ إمام بسهولة، والمؤهلات ذاتها ستناسب أغاني أحمد عدويّة وأنغامه الراقصة.