في حديث مع مديرة المهرجان كوليت نوفل، أكّدت الأخيرة أن ما يميّز الدورة السابعة عشرة من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» هذا العام هو عدد الضيوف الكبير الذي يُفترض أن يحضر. في السنوات الأخيرة، قلما كان المهرجان يفتح أبوابه لضيوف من الخارج، ولذلك علاقة بالمشاكل المادية وظروف البلاد. بالنسبة الى نوفل، الضيوف هذا العام مهمون، ومنهم من فاز بجوائز بارزة، سواء في مهرجانات عريقة مثل «كان» أو في الأوسكار. بات من الأسهل دعوة عاملين في المجال السينمائي الى بيروت، كما تشرح: «منهم من يبعث برسائل عبر الأصدقاء، معرباً عن رغبته في الحضور الى بيروت. بعد كل هذه السنوات، يسمعون الآن عن مهرجان جميل وصغير وعن بيروت الجميلة، كما يدركون أننا نهتم جيداً بضيوفنا.
هؤلاء لا يحبون المهرجانات الكبيرة والسجاد الأحمر. يفضلون المهرجانات الصغيرة، حيث يشعرون بالراحة ويتسنى لهم الوقت لاكتشاف البلاد».

من المتوقع أن يكون ميشال هازانافيسيوس مخرج فيلم «الرهيب» Redoutable بين ضيوف المهرجان مع زوجته الممثلة بيرينيس بيجو. كما سيكون مارك كايدل، صاحب فيلم «أن تصبح كاري غرانت» من عداد الضيوف كذلك. أما في الافتتاح، فسيكون المخرج سانتياغو ميتريه حاضراً لفيلمه «القمة» الذي عُرض في أيار (مايو) الماضي ضمن فئة «نظرة ما» في «مهرجان كان السينمائي»، وترافقه زوجته الممثلة دولوريس فونزي التي أسند لها دوراً في هذا الفيلم أيضاً. مؤسس مهرجان «تيلورايد» طوم لادي من المدعوين إلى المهرجان هذا العام أيضاً. على صعيد آخر، يقدّم الحدث نوعاً من التحية الى الراحل عباس كياروستامي، واستعادةً لستةٍ من أهم أفلامه، فضلاً عن عرض وثائقي عنه. كما يستضيف الممثل الإيراني هومايون إرشادي، الذي كان من أقرب أصدقاء الراحل وبرز في فيلمه «طعم الكرز»، إضافة إلى ابنه أحمد كياروستامي، وعدد من أصدقائه.
عن صعوبة الإعداد للمهرجان والعقبات التي قد تعترض طريقها في كل عام، تقرّ مديرته: «هناك دائماً تحديات وصعوبات من ناحية التنظيم. آمل أن تكون صالة اليونيسكو جاهزة العام المقبل، لكي نتمكن أقلّه من تنظيم الافتتاح والختام هناك. بات من الصعب أن نكمل العمل في المجمعات التجارية». وأضافت: «لا نزال ننتظر الحصول على موافقة الرقابة لفيلمين، ويفترض أن يأتينا الجواب قريباً. في الواقع، لا يشاهد الرقيب الأفلام إلا قبل أسبوعين من المهرجان. لذا، غالباً ما تكون المفاجآت في انتظارنا، بعد أن نكون قد انتهينا من طباعة برامج العروض». ترى نوفل أنه بعد مرور عشرين عاماً، وصل المهرجان الى أهدافه، وكوّن شخصيته: « منذ عام 2011، نتلقى أفلاماً كثيرة تلقي الضوء على مواضيع لم تكن تعالج قبلاً، ولا يمكنها أن تُعرض في بلاد أصحابها. نستقبل أفلاماً جريئة وجميلة، يعالج عدد كبير منها مشاكل العالم. ستكون الانطلاقة مع فيلم جميل ومتقن يعتمد على براعة ممثليه، موضوعه الفساد، كما نختم بفيلم جميل جداً أيضاً». وتشجع نوفل في النهاية على مشاهد الأفلام اللبنانية القصيرة المشاركة، بعدما لمست فيها مواهب قوية جداً هذه السنة وتطوراً ملحوظاً.

الدورة السابعة عشرة من «مهرجان بيروت الدولي للسينما» بدءاً من اليوم حتى 12 تشرين الأول (أكتوبر) ـــ «متروبوليس أمبير صوفيل»، «متحف سرسق»، «سينما مونتاني» ــ للاستعلام: 76/300901