ينشغل العالم بالألعاب الرقمية المتوافرة على الهواتف والتطبيقات الذكية. استحوذت تلك الألعاب على اهتمام كثيرين، حتى بات البعض يمضي أوقاتاً طويلة محاولاً تخطّي مراحلها والفوز بها.
من هذا المنطلق، كان لـ «كاندي كراش» حصة كبيرة من المتابعين الذين تنافسوا عليها بشتى مراحلها الطويلة، قبل أن تحطّم الأرقام القياسية لجهة عدد المستخدمين ومرّات التحميل عبر المتاجر الإلكترونية، ناهيك عن درجة «الهوس» و«الإدمان» التي أصابت البعض.
انطلقت اللعبة في نيسان (أبريل) عام 2012 عبر موقع فايسبوك، ومن ثم تحوّلت إلى تطبيق خاص بالأجهزة الذكية. ومنذ ذلك الوقت حتى أيلول (سبتمبر) 2016، أعلن القائمون على candy crush أنّه تم لعبها أكثر من تريليون مرّة. رغم مرور الوقت، لا تزال هذه اللعبة تحقّق إقبالاً مذهلاً، إلى درجة استثمارها قبل فترة في عالم الموضة والأزياء.

اشترت شركتا «إيغل فيلمز» و«بي لينك» حقوق النسخة العربية

تقوم اللعبة على مبدأ بسيط يتمثّل بجمع الحلوى ذات الألوان والأشكال المتشابهة ضمن صف واحد، من أجل التخلّص منها وإحراز نقاط إضافية. اللافت أنّ candy crush تتمتّع بألوان زاهية وملفتة للنظر، ومتواجدة على شكل قطع حلوى شهية تشجّع اللاعب على قطع المراحل والاستمتاع بها من دون الشعور بالملل. مع العلم بأنّه إلى جانب سهولتها، لا تعرف هذه اللعبة نهاية، بل هي بتجدّد دائم.
في ظل كل هذا النجاح، قرّرت شركات إنتاج عالمية شراء candy crush وتحويلها إلى عمل تلفزيوني مستوحى منها، مع فوارق بسيطة تسهّل نقلها إلى الشاشة الصغيرة. هكذا، بدأت شبكة cbs الأميركية في 9 تموز (يوليو) الماضي عرض الموسم الأوّل من برنامج مسابقات الألعاب candy crush الذي يقدّمه الممثل الأميركي ماريو لوبيز جونيور. اللافت أنّ المقدّم هو من أكبر المعجبين بهذه العبة، وصرّح مراراً أنّه «مشجّع كبير لها». حسب الموقع الإلكتروني الخاص بالشبكة الأميركية، جاء هذا المشروع لبثّ الحياة بقلب اللعبة التي شغلت العالم في السنوات الماضية. يعرض البرنامج كل يوم أحد، ولا تتعدّى مدّة الحلقة الواحدة الـ 40 دقيقة، فيما تتضمّن فقرات عدّة على المنافسة بين فريقين. في كل مرحلة، يقف شخص من كل فريق بوجه منافس مستخدماً قدراته البدنية والذهنية وسرعة البديهة، ليتمكّن في النهاية من الحصول على لقب «بطل» الـ candy crush. أما الديكور، فيتميّز بالضخامة، والألوان الفاقعة وأشكال الحلوى اللذيذة، في الوقت الذي يُعتمد فيه المشروع التلفزيوني على تكنولوجيا الجيل القادم من أجل تنفيذ الفقرات، ويعدّ «أكبر تجربة تلفزيونية تفاعيلة في العالم»، وفق ما يذكر موقع cbs.
في هذا السياق، وجدت شركتا الإنتاج «إيغل فيلمز» (جمال سنان) و«بي لينك» للإنتاج الفني والتوزيع، أنّ العالم العربي يفتقد لمثل هذا النوع من برامج الألعاب، وقرّرتا شراء وتقديم النسخة العربية منه. الشركتان اللتان عُرفتا في مجال المسلسلات اللبنانية والمصرية، قرّرتا الدخول إلى عالم البرامج الشهيرة والتركيز على ما هو رائج في القنوات العالمية.
هكذا، بدأت الشركتان التفاوض مع القنوات العربية لعرض العمل التلفزيوني الذي يُتوقّع أن يبصر النور قبل نهاية هذا العام، على أن يُعرض لاحقاً على قناة لبنانية محلية. وبدأت «إيغل فيلم» و«بي لينك» عملية البحث عن مقدّم البرنامج الذي يفترض أن يملك مواصفات معيّنة تساعده على زيادة التشويق، كما يفضّل أن يكون عارفاً بخبايا اللعبة وكواليسها.