لم يستطع سامي التأقلم في مخيم اللاجئين الذي وصل إليه قبل أيام. أكثر ما يفتقده هو الطيور التي كان يتحدث معها ويطعمها على سطح منزله. وفي ظروف حياتية كتلك التي يعيشها في مخيم اللجوء، لا إمكانية لإعادتها إلا من خلال رسوماته.
في قصة «طيوري الجميلة» التي أصدرتها سوزان ديل ريزو أخيراً، تحاول كاتبة قصص الأطفال إعادة ترسيخ القيم الإنسانية الأولى، من خلال أزمة اللجوء السورية، بعد قراءة مقال عن لاجئ سوري في مخيم الزعتري في الأردن. القصة جزء من أدب الأطفال والمراهقين باللغة الإنكليزية الذي بدأ يتطرق أخيراً إلى أزمة اللجوء العالمية.
وفي محاولة لمواجهة الإسلاموفوبيا، وتعزيز وعي الأطفال وطلاب المدارس، يحوّل كتاب القصص الأطفال السوريين الموتى أو الهاربين من بلادهم، أو الأطفال المسلمين الهاربين من تنظيم «داعش» إلى أبطال لقصصهم. الخيال هنا وسيلة لإعادة ما سلبته الحرب والتنقلات المفاجئة، أو لمنح الحياة مجدداً لمن ماتوا في الحرب كما أعادت ديل ريزو طيور سامي.
الكاتبة الأميركية عطية أبوي، طارت إلى مخيمات اللاجئين في اليونان كي تستلهم روايتها للمراهقين «أرض الوداع المستمر» التي ستصدر مطلع عام 2018، حول عائلة سورية تهرب من تنظيم «داعش» إلى تركيا. بعض هذه القصص تستلهم شخصيات أبطالها من صور الأطفال الضحايا التي انتشرت خلال الأزمة السورية. من جهتها، تتبع «لاجئ» لألان غراتز، الطفل محمود بشارة الهارب من معارك حلب عبر المتوسط مع عائلته وأخيه الذي يعاني من صدمة تمنعه من البكاء، في إحالة إلى شخصية عمران دقنيش الذي انتشرت فيديوهات له إثر معارك حلب. يصل غراتز أزمة اللجوء بأزمات تاريخية رديفة لها، فيضع بطله السوري مع طفلة كوبية هاربة من المجاعة في بلادها، وصبي يهودي فارّ من النازية.

Stepping Stone تدور خلال الحرب في بلاد بلا اسم، مرفقة بأعمال فنية للسوري نزار علي بدر
تكمن هواجس معظم الكتاب في تحويل الأرقام والإحصاءات إلى شخصيات وسير خالدة مضادّة لخطابات الكراهية والعنصرية التي بدأت تنتشر في الدول الغربية. في أميركا وأستراليا وكندا، ارتفعت هذه السنة نسبة الروايات وقصص الأطفال التي تتناول أكبر أزمة لجوء في العالم بعد الحرب العالمية الثانية. ليس بعيداً عن أزمات اللجوء وتبعاتها، تتطرق الكاتبة المصرية الأسترالية رندا عبد الفتاح إلى الإسلاموفوبيا في روايتها «الخطوط التي نتجاوزها». المراهقة الأفغانية مينا، تصطدم بالإسلاموفوبيا بعد تقرّبها من صديقها مايكل في المدرسة في أستراليا. وفي كندا التي استقبلت أكثر من 33 ألف لاجئ سوري، جالت الكندية مارغريت رورز على مئات المدارس، لنشر قصتها Stepping Stone التي تدور خلال الحرب في بلاد بلا اسم، مرفقة بأعمال فنية للسوري نزار علي بدر. من ناحية أخرى، أراد المصور الصحافي الأميركي دوغ كنتز والمتطوّعة آيمي شرودز، توثيق القصص التي سمعاها أثناء تواجدهما في مخيمات اللجوء في اليونان. كتابهما المشترك Lost and Found Cat ينقل قصة حقيقية واستثنائية إلى القراء الذين تراوح أعمارهم بين أربع وثماني سنوات. تروي القصة حادثة اختفاء القطة كنكش. القطة التي هرّبتها معها العائلة على متن القارب من العراق إلى اليونان، ستختفي هناك، قبل أن تعثر عليها العائلة مجدداً.
(الأخبار)