في ظل استمرار البطش الإسرائيلي في فلسطين، تُثبت «الميادين» يوماً بعد يوم التزامها بالدفاع عن هذه القضية المحقة وأهل هذه الأرض المحتلة الذين يتخذون من المقاومة أسلوب حياة. منذ انطلاقتها عام 2012، ترتبط قناة «الواقع كما هو» ارتباطاً وثيقاً بفلسطين، وتدأب على فضح تجاوزات وإجرام العدو الصهيوني، آخرها التصعيد في القدس الذي قابله المقدسيون بمقاومة واستبسال، مما دفع قوّات الاحتلال إلى إزالة البوابات الإلكترونية التي أثارت موجة غضب على صعيد العالم.
هذه المرّة، أداء «الميادين» لم يختلف عن السابق، بل زاد إصراراً وعزيمة. وكما على الشاشة الصغيرة، كذلك على الشبكة العنكبوتية. أطلقت المحطة التي تتخذ من بيروت مقرّاً لها حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تحت اسم #قل_للقدس، يُرسل من خلالها الناس مقاطع مصوّرة عبر تطبيق «واتسآب» (على الرقم 0096181797295) لرفع الصوت في وجه الاحتلال. علماً بأنّ المشاركة ليست مشروطة، في ظل «احترامنا لوجهات النظر كافة. نحن لا نحاكم المشاركين على آرائهم، بل نثمن دعمهم للقضية الفلسطينية»، وفق ما يؤكد فريق عمل موقع «الميادين» الإلكتروني في دردشة مع «الأخبار».

إرسال فيديوات عبر «واتسآب»
لنشرها عبر تويتر وفايسبوك

الفكرة طبعاً ليست جديدة، إذ سبق أن طُبّقت مثلاً في الحملة التي أطلقتها القناة قبل أشهر تضامناً مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال. فيما كانت التظاهرات والاحتجاجات تعم القدس المحتلة، كان فريق «الميادين نت» يخوض نقاشات بشأن كيفية التعاطي مع الحدث، ليتخذ القرار بأنّه «يجب القيام بشيء إضافي إلى جانب الدور الصحافي، وعدم التعامل مع الحدث الفلسطيني على أنّه انتهى بتفكيك البوابات الإلكترونية وكاميرات المراقبة. فالاحتلال لم ينته، وعلينا دعم الوعي التحرّري الجديد الذي لمسناه بعد «عملية الجبّارين» لكي يتراكم».
أما عن الهدف من هذه المبادرة الافتراضية، فيشير الفريق الذي يتولّى الإشراف على حملة #قل_للقدس (منتجتها بيسان أبو حامد) إلى أنّ عاملي الأونلاين في «الميادين» يمثّلون الجانب الحيوي والتفاعلي لهذه الشبكة الإعلامية: «انطلاقاً من شعارنا «الميادين مع الإنسان»، اخترنا تحويل صفحاتنا على السوشال ميديا إلى منابر لرسائل الناس... نريد إيصال الصوت الشعبي العربي والأجنبي المتضامن مع القدس بمعزل عن التراجع السياسي والإعلامي حيال هذه القضية المحقة». في النتيجة، تُعرض الفيديوات التي تُرسل عبر «واتسآب» على فايسبوك وتويتر ضمن هاشتاغ #قل_للقدس، بينما هناك من يفضّل نشر بوست أو تغريدة حول الموضوع، ومن ثم يشاركها على صفحته الشخصية مستخدماً الهاشتاغ نفسه.
يرى فريق موقع «الميادين» الإلكتروني أنّ عمله «يتكامل مع ما يبثّ على الشاشة التي توفر لنا الدعم الترويجي في أوساط غير المنخرطين بعد في عالم السوشال ميديا. هكذا، نشاهد هاشتاغ الحملة مثبتاً على الشاشة، كما كانت الحال خلال الحملات السابقة لـ «الميادين أونلاين»...». مع استمرار الحملات المشابهة، يبدو أنّ تجاوب الناس وتفاعلهم آخذ في التزايد. تضامن الشعوب العربية لافت حقاً، إذ «لمسنا هذا الأمر عبر الفيديوات والرسائل التي أظهرت حكوماتها كأنّها تغرّد خارج السرب... حتى أنّ غالبية المقاطع المصوّرة أُرسلت من العرب الذين يعانون أصلاً من الحروب ضد الإرهاب كسوريا والعراق ولبنان، أو تعاني من الظلم والحصار والفقر كاليمن والسودان والبحرين والسودان. اللاجئون السوريون في أوروبا، تحدّثوا عن إدراكهم لحجم الألم الذي يشعر به الفلسطينيون المهجرّون من أراضيهم بعدما اضطروا لمغادرة بلدهم». هنا، يلفت العاملون في الموقع إلى منشورات وصلت لمناسبة عيد الجيشين السوري واللبناني ضمن هاشتاغ #قل_للقدس، يؤكد من خلالها السوريون واللبنانيون أن «القدس هي البوصلة».
وأخيراً، يصرّ العاملون في «الميادين أونلاين» أنّهم لا يعرفون أسماء كل الذين نزلوا إلى ساحات المسجد الأقصى، ولا جميع الأبطال المقاومين في ساحات القتال، وكذلك «حملتنا، ليست مجهوداً فردياً بل هي نتاج نهج إعلامي مقاوم، أولويّته دعم القضايا المحقة، لا سيما القضية الأساس؛ فلسطين!».