«طريقة التعبير صارت عصابية، وما مرّ على رؤوسنا جعلنا نتوقف عن الاندهاش لما يحدث. مهما انجررنا إلى هذا المستوى العدائي، يمكن القول بأن ما يجري تقف خلفه مجموعات منظمة أهدافها قذرة. هؤلاء يمكن التعاطي معهم على أنهم ضحايا رغم أنهم يتسببون في وقوع ضحايا آخرين بسبب تحريضهم.
هذا الأمر صار يحتاج إلى حل جذري على الأقل وإن لم يكن إنهاءً جذرياً لقضية اللاجئين السوريين في لبنان، لأنها مسألة معقدة لا يمكن حلها دفعة واحدة. يجب أن يكون الحل المبدئي بفضح إعلامي للجهات التي تقف خلف هذا التحريض ومصلحتها منه، ومجابهة المخططات التي تودي إلى نتائج غبية من التصادم. يغيب العقل عن المشهد ليتسيّده الانفعال، لكن هذا الأخير لن يجدي نفعاً مع بلدين متشابكين على المستوى الاجتماعي بطريقة لا يمكن فكّها ولو حيّدنا بقية الروابط والمصائر الواحدة».
هكذا، ردّ علينا أحد أكثر النجوم السوريين انتشاراً، عندما طلبنا منه تصريحاً يحتكم إلى لغة العقل عساه يخفف من حدّة التوتر والانقسام والتحريض الذي بلغ ذروته أول من أمس بين بعض اللبنانيين والسوريين، وقد أسهم فيه بعض نجوم الوسط الفني (الاخبار 18/7/2017). لكنّ محدثنا ختم بلازمة صارت معتادة: «لا تأخذوا شيئاً على لساني». نذكّره بأن أهمية ما يدلي به تكمن في نسبه لاسمه ونجوميته، على أمل أن يكون مؤثراً، ولو بنسبة قليلة، في العامة التي انبرت للحرب الافتراضية على طريقة داحس والغبراء. لكنه يصّر على أن نخرجه من هذه المعمعة. المزاج عند محّدّثنا لم يكن فردياً، بل يبدو واضحاً بعد اتصالات عدة مع نجوم الصف الأوّل السوريين بأن هذه الحالة سمة عامة لدى غالبيتهم.

عابد فهد: ما يحصل
موضوع سياسي بحت


هم إما خائفون أو مستسلمون، أو أن الحسابات صارت فردانية والتصاريح مقرونة بما تمليه المصلحة الشخصية. ولا يمكن لوم أحد على ذلك في زمن تكثر فيه السكاكين على كل من يقع، ولا يجد الممثل السوري من يقف بجانبه لو تعرّض لأي ملمة، إلا ما تبقى من صحافة نزيهة. المفارقة أن أول ما يخطر في بال أي ممثل أو عامل في الوسط الفني السوري، لدى تعرّضه لأحد أنواع الأذى، هو الالتجاء للصحافة. لكنه في مقابل ذلك يتعاطى بخذلان عندما تطلب منه كلمة محبة وسلام، إحدى المهام الأساسية للفنان.
في السياق ذاته، يرفض نجم سوري ثان أن يقول شيئاً لأنه سلّم الراية، وصارت الأمة ميؤوساً من أمرها على حد تعبيره. يعقّب: «عندما اخترت هذه المهنة، كنت أظن أنني سأُراكم وجهات نظر، وأتحوّل من خلال فني إلى شخص مؤُّثر في المجتمع. لكن مع اندلاع الرصاصة الأولى، اكتشفت حجم الخديعة الكبرى، لأننا لم نكن مؤثرين إطلاقاً، ثم ماذا تريدنا أن نقول في مواجهة جيش تحريضي مموّل صبّ الزيت على النار؟». نلفت انتباهه لإمكانية التأثير ولو بعشرة أشخاص عساهم يتوقفون عن هذا السعار، فيرد: «إن تأثر أحد، فكن على ثقة بأنه ليس المعني من الخطاب، ولا يتحمّل أي مسؤولية في ما يحدث، لأن من يقف وراء هذا الموضوع ليس بريئاً إلى درجة أنه سيستمع إلى خطاب إعلامي أو دعوة راقية من فنانين».
يوغل الممثل السوري في حالة الإحباط ليصل إلى درجة يقول فيها: «علينا ألا نلوم عنصرية بعض اللبنانيين اليوم، طالما أننا لم نكن أفضل حالاً كسوريين في التعاطي مع بعضنا».
من جانبه، يتابع النجم عابد فهد ما يجري من خلال صفحات أفراد عائلته، كونه لا يملك أي حساب على السوشال ميديا. يعود بنتيجة أن ما يحصل موضوع سياسي بحت له علاقة بطرح تشويشي في هذه المرحلة تحديداً، وسيذهب الموضوع نحو التهدئة خلال ساعات قليلة، ولا داعي للخوض فيه بطريقة غير مجدية. أما النجمة أمل عرفة التي كانت قد اعتذرت لنا عن عدم الخوض في الموضوع أولاً، فقد عادت بجملة واحدة قصيرة تقول فيها: «إذا عجز التاريخ والجغرافيا عن فعل الحب، ألا يكفي بأن الوجع واحد؟ لنصمت على الأقل في هذا الوقت الحرج».