مفتي الجمهورية العربية السورية الشيخ أحمد بدر الدين حسّون يصدر بياناً حول منع الاحتلال الصهيوني رفع الأذان من المسجد الأقصى. سلسلة الرتب والرواتب على رأس جدول الأعمال في مجلس النواب اللبناني اليوم في بيروت... كل هذه الأحداث لم تغرِ جمهور «باب الحارة» في سوريا ولبنان المتأثر بثقافة سحب الشبريات وصرخات استنهاض «الفزعة يا عرب».
هو مشغول حالياً بخوض حرب ضروس، تدور رحاها على السوشال ميديا، فيما نجمة الميدان بلا منازع نادين الراسي! الممثلة اللبنانية صارت تعرف ببراعة لافتة كيفية ركوب الموجة بجرعة تمنحها شهرة إضافية، عساها تغطي ما يمكن مواراته من فشل أدائي عميق، منذ بدء شهرتها على يد الدراما السورية في «الولادة من الخاصرة 3» (سامر رضوان وسيف الدين السبيعي) و«سنعود بعد قليل» (رافي وهبي والليث حجو) و«الإخوة» (سيف السبيعي وسيف الشيخ نجيب وحسام الرنتيسي).

لم يبق أي مصطلح ينمّ عن رجعيتنا، إلا وتم استخدامه


هكذا، بعد شائعة أطلقتها صفحة مشبوهة تسمّي نفسها «اتحاد الشعب السوري في لبنان» عن انطلاق مظاهرة اليوم الثلاثاء وصل عدد المتحمسين إليها حوالى 8 آلاف، انتفض «شرش» المراجل عند الراسي، فأطلقت تصريحات توغل في الشتائمية والعنصرية والشعبوية، وتحرّض على العنف بجهل مفرط (اضطرت لحذفها أمس). اندلع فتيل معركة حقد شرسة، تعلن اكتمال انحطاطنا كشعوب عربية متناحرة، متناسية اللوبي الذي ينهش بخاصرتها، ولم يحلم بأكثر مما يحصل اليوم في بلدين متجاورين تربطهما ــ رغماً عن كل شيء ــ أوابد تاريخية مشتركة، ومصير مستقبلي واحد. إذ لا يمكن الحديث عن استقرار في أحد البلدين بدون تعميم حالة الأمان في البلد الثاني. أيضاً لم يكن أي مناصر للاحتلال الإسرائيلي، يطمح بأكثر من التحريض على اللاجئين السوريين، واتهام شعب شقيق مكلوم بأكمله بالإرهاب، ولم يتمن أشد مؤيدي اليمين المتطرف في العالم أن يكون الرد السوري بتلك الغوغائية، والسذاجة، والذكورية، والسخرية المبتذلة، وتجاهل ما قد يفعله هذا التحريض بمصير أكثر من مليون ونصف مليون سوري مبعثرين على الأراضي اللبنانية.
الغريب أن هذه العنتريات والمراجل و«الغيرة الوطنية» الجوفاء (في العميق) التي يعبّر عنها الغوغاء من الشعبين السوري واللبناني، لا تظهر في مواجهة أي خطر يحدّق بالقضايا الجوهرية للأمة العربية. مرّت الساعات والمعارك مفتوحة على مصراعيها، وما زالت مستمرة حتى لحظة كتابة هذه السطور.
لم يبق أي مصطلح ينمّ عن رجعيتنا، إلا وتم استخدامه، فيما لم يجد رد النجمة السورية شكران مرتجى على زميلتها الراسي نفعاً رغم تنظيره، وحرصه على التهذيب والتهدئة، وإظهار الود وعدم الانجرار نحو أي انحدار، لأن عجلة التحريض المقيتة استمّرت بالدوران بسرعة خرافية من قبل الطرفين.