لقطة المصوّر التركي Khayan Ozer (وكالة الصحافة الفرنسية)، حيث ظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وهو يحتضن الفتاة السورية بانة العابد، التي إشتهرت بتغريداتها باللغة الإنكليزية من داخل مدينة حلب، كانت بمثابة بيان تعميمي على كل الإعلام الغربي. لقطة «أبوية»، أراد أردوغان إيصالها، بوضع رأس الفتاة -الخارجة من دوامة الحرب، أو «الجحيم» كما تصف الصحافة الفرنسية - على خدّه.
صورة مشغولة بعناية لتخرج على الإعلام، سيما الغربي منه، صورة للرئيس التركي براقة نظيفة، يستقبل فيها عائلة بانة في قصره، ويضفي عليهم أجواء من البهجة والسكينة بعد خروجهم من دوامة الموت. في تصريح له بعيد إستقبال العائلة السورية، قال أردوغان: «منحتنا إبنتنا بانة وعائلتها البهجة بزيارتهم القصر الرئاسي (..) تركيا ستكون دائماً الى جانب أخوانها في سوريا» كما أردف على حسابه على تويتر، لتبادله الطفلة بانة بتغريدة مقتضبة: «سعيدة جداً بلقائي الرئيس أردوغان».
هذه الصورة اليتيمة رافقت الصحافة الغربية، وأريد لها أن تتصدر المشهد السياسي والشعبي، بدلالاتها الواضحة في تقديم صورة ناصعة لتركيا المتورطة حتى أخمص قدميها في الحرب السورية.
عدا تكرار الصورة نفسها في الإعلام الغربي، والى جانبها الرواية الموحدة لهذا الإستقبال، كان لافتاً تعليق صحيفة «لو موند» على هذه الحادثة. لفتت الصحيفة الفرنسية، الى أن هذه الصورة التي تجمع الرئيس التركي بالفتاة السورية، يراد منها «إعطاء صورة جيدة» لتركيا بعد «تخاذل» الأخيرة عن ترك حلب لتقصف من قبل الروس، بغية تحقيق مصلحتها في الحصول على «منطقة آمنة على حدودها».