خلال افتتاح «مهرجان لبنان السينمائي الدولي للأفلام القصيرة»، لم يخجل المخرج المسرحي والممثل قاسم اسطنبولي بأن يكشف عن المعونة التي قدمها له ثلة من الأقرباء والأصدقاء ليتمكن من تنظيم المهرجان واستضافة فنانين من دول عربية وأجنبية.
باللحم الحي، أنتج اسطنبولي وجنوده المجهولون المهرجان الذي سيتنقل بين النبطية وصور وطرابلس ويعرض 61 فيلماً قصيراً من 25 دولة.
في «سينما ستارز» في النبطية، تحلّق ممثلو وزارتي الثقافة والسياحة وسفارات ومراكز ثقافية، حول وهج المغامرة الجديدة. مغامرة داخل المغامرة الأكبر التي خاضها اسطنبولي باللحم الحي، عندما رمم السينما وحولها إلى مسرح بعد 27 عاماً من هجرها. «أشكر الفنان سليمان سليمان الذي أسكن الضيوف في منزله وأمي والجيران الذين يطبخون لهم» قال في كلمته. إذ إن الدعم القليل الذي حظي به من بعض الجهات وإحجام جهات معنية رئيسية عن دعمه، قصّر الإمكانيات. «المغامر المجنون والطموح» كما قال الخطباء في فيلم الافتتاح، أسف للإهمال الثقافي لكنه لن ييأس.

يتوقف «ونمضي» عند
العملية التي نفّذها شهيد «جمّول» في حاصبيا


اسطنبولي توقف عند «دور المهرجان في تأسيس حركة ثقافية خارج المركزية الثقافية ويربط مدن لبنان جنوباً وشمالاً من خلال الفن السابع ويسهم في الإنماء الثقافي المتوازن». رئيسة لجنة تحكيم المهرجان الإسبانية أنا سندريرو ألفرس لفتت إلى أن اللجنة اختارت 61 فيلماً من بين 300 وخصصت يوماً كاملاً لعرض أفلام طلاب السينما في الجامعات اللبنانية. وتتنافس الأفلام على جوائز: أفضل فيلم روائي، ووثائقي، وتحريك، وممثل، وممثلة، وتصوير سينمائي. كما سيقدم المهرجان جائزة خاصة لأفضل فيلم لبناني باسم «جائزة الجمهور». ويشارك ألفرس في التحكيم، المخرجان الفرنسي تيو كايت، واللبناني أديب فرحات.
بين أفلام اليوم الأول، تميز فيلم التخرج «ونمضي» للبناني رغيد سلامة (21 عاماً). في ربع ساعة، جهد ابن روم ليحوي شهيد «جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية» (جمول) جمال ساطي. يصطحبنا إلى البقاع الغربي ليروي لنا كيف جهّز ساطي عمليته الاستشهادية عام 1985 في مقر الحاكم العسكري في حاصبيا (نادي زغلة) مستعيناً ببغل. مثل اسطنبولي، أنجز سلامة فيلمه باللحم الحي، معتمداً على رواية عائلة ساطي. عرف بساطي من حكايا جده الشيوعي سعيد سلامة. عبر الفايسبوك، وجه نداء لمساعدته في الوصول إلى العائلة. ابن شقيقه المغترب في البرازيل لبى النداء ووصله بها في كامد اللوز. عائلة رغيد دعمت الفيلم كأنها تصون حضور الجبهة في الذاكرة الجماعية. والده بلال مثل دور القيادي في الجبهة الذي أشرف على العملية وصديقه الممثل رواد كنج لعب دور ساطي.
يستمر المهرجان حتى الخميس المقبل، فيما تعرض الأفلام اليوم في ثانوية صور الرسمية، والثلاثاء في «بيت الفن» في طرابلس، والأربعاء والخميس في «سينما ستارز» في النبطية.