■ أخبرنا عن سبب زيارتك لبنان؟جئت لحضور احتفال ينظمه صديقي طوني بريس في عيده العاشر يضم شخصيات معروفة من المصممين، بالإضافة الى تلبية مقابلات تلفزيونية دعتني للمشاركة فيها. كنت سعيداً بمشاركتي في الاحتفال نظراً إلى أهميته والأشخاص المدعوين اليه. تعرفت إليهم وفوجئوا بحضوري كوني صغيراً وناجحاً. شعرت بترحيب جميل جداً كوني ألتقي للمرة الأولى بهذه الطبقة من اللبنانيين، فأنا بعيد قليلاً وهذه غلطتي لأنني لا أحب الاجتماعيات، وغالباً ما يكون تركيزي على العمل وحياتي الشخصية.

■ عندما تعود الى لبنان، الى أين يأخذك الحنين؟
أزور مار شربل دائماً منذ طفولتي لأنّه شفيعي، وأحب زيارة حريصا أيضاً، والذهاب الى الجبل والتجول في منطقة جبيل التي أحبها كثيراً.

■ ماذا تتذكر من طفولتك؟
طفولتي كانت جميلة. لم نكن من طبقة أرستقراطية، بل عادية جداً لكنني من عائلة مثقفة. والدي في الجيش وأمي محامية. سعيا الى تأمين مستلزماتنا كافة، ولم يدعاني أعمل خلال متابعة دراستي رغم أنني كنت أحب أن أكون مضيفاً في الطيران أو نادلاً في أحد المقاهي من أجل الاندماج أكثر في المجتمع والناس.

■ كيف دخلت عالم الموضة؟
ما لا يعرفه كثيرون عني أنّني أغني أوبرا، وصوتي «كاونتر تينور» وجميل. غنائي كان يرافق متابعتي لأفلام Walt Disney الكرتونية، وما تتضمنه من قصص الخياطة والفساتين والتصاميم. كنت أغني أيضاً في باريس. أولى تجاربي في الموضة كانت في دار المصمم ايلي صعب لمدة شهر. تعلمت منه الكثير ورغبت هذا المجال أيضاً، حيث تشعر بأنك في المدرسة ويقدرون الفنانين. إيلي صعب شخص متواضع جداً، بدأ من الصفر ويقدّر المواهب ويدعمها معنوياً بقوّة. بعدها توجهت الى فرنسا لأتابع دراستي ثم عدت الى لبنان وعملت مع العديد من المصممين منهم نيكولا جبران الذي هو بمثابة شقيق لي ويدعمني معنوياً ويقدم لي النصائح. وقد خضت التجربة أيضاً مع المصمم زهير مراد الذي أحبه رغم أنه لا يحبني. أعتقد بأن شخصاً في مستواه يجب أن يفتخر بأبناء بلده لا أن يقف كحاجز أمامهم. أعتقد أنّ جنيفير لوبيز سترتدي من تصاميم الجميع وهيفا كذلك.

■ كيف تفسّر نجاح المصممين اللبنانيين في هذا المجال في العالم؟
افتخر باللبنانيين في الخارج عندما أشاهدهم عالمياً، وما قدموه من روائع. أنا لبناني وعندما أكون في المطارات أمام لافتات ايلي صعب، يتحدث الجميع عن جنسيته كونه لبنانياً ناجحاً. أفتخر به كثيراً وهو كأرزة لبنان في الخارج. وعندما أعود الى الديار، أبتاع الهدايا لصديقاتي من ماركات ايلي صعب بدلاً من الماركات العالمية دعماً للمصممين اللبنانيين. وحقيقة لا أعتبره منافساً لي أبداً وأتمنى أن أُصبح في مستواه. ومقارنتي به تماماً كأنك تقارن بين فيروز وهيفا. هما أيقونتان مختلفتان رفعتا اسم لبنان ولا يجدر المقارنة بينهما.

■ هل تعتب على منظمي الجوائز لأنّهم لم يخصصوا لك تكريماً في لبنان؟
كل شيء واسطة. أعتبر أنني كرمت بلدي بإنجازاتي العالمية وخصوصاً في كأس العالم. الدولة لم تكرمني وهذا الأمر أعتب عليه ولكن لا أريد في الوقت نفسه أن أدفع ثمن الجائزة كي أكرّم. منذ شهرين، افتتحت دار العرض الخاصة بي في لوس أنجليس، واليوم أتابع التحضيرات مع جنيفير لوبيز استعداداً لسلسلة حفلات لها في لاس فيغاس وباريس هيلتون في إيبيزا لأنها انتخبت The GG of the year World Wide وقد طلب مني التلفزيون الفرنسي M6 تصوير حلقتين عن التحضيرات معها.

■ ما هو مصدر إلهام شربل زوي؟
إلهامي هو الجمال الذي أعشقه كثيراً. كل شيء جميل يلفت انتباهي، وأستطيع أن أستوحي منه العديد من التصاميم وخصوصاً من الطبيعة والأشكال الهندسية. وعندما أصمّم، تحضر النجمة اللبنانية هيفا وهبي دوماً في مخيلتي. عندما أرسم التصاميم عشوائياً، أرى نفسي أرسم وجه هيفا، وهذا يعود الى هوسي بها منذ أيام الدراسة. أنا مهووس بهيفا.

■ كيف تصف الصداقة التي تجمعك بهيفا؟
شهادتي مجروحة بها وأعشقها كثيراً ومن لا يعرفها عن قرب يجهلها، “أطيب قلب” وهي كشقيقة لي، وهذا الشعور متبادل بيننا. تقدم لي النصائح دائماً وتتدخل أحياناً في عملي. أشعر أحياناً أنني في امتحان معها. عندما أصمم لها، أكون متوتراً. عندما أرسل لها صور التصاميم، تعود إليّ بصور أخرى مضيفة عليها تعديلاتها وترسم عليها أيضاً.

■ الى أي مدى خدمتك مواقع التواصل الاجتماعي؟
وصلت الى العالمية من خلال موقع إنستغرام عبر صورة نشرتها هيفا على حسابها الشخصي تجمعنا سوية. بعدها، نشرت صورة لها الى جانب صديق لوبيز الراقص كاسبر سمارت من كليبها الأخير Breathing You In، فدخلت لوبيز الى حسابي وأُعجبت بتصاميمي وتواصل خبير الموضة الخاص بها معي على انستغرام. في البداية، لم أصدق ما جرى واعتبرته مزحة. لكن بعد البحث والتدقيق، اكتشفت أن الموضوع جدي ولوبيز تريد الارتداء من تصاميمي.


أستلهم كثيراً من الطبيعة والأشكال الهندسية


■ الفنانة الإماراتية أحلام أيضاً تواصلت معك عبر انستغرام، هل ترى أنّ تصاميمك تناسبها؟
أنا شخصياً أحبها وبالتأكيد تصاميمي تناسبها، وأتوقع أن أصمّم لها فستاناً مختلفاً تماماً عما ارتدته سابقاً، وسأتحدى نفسي معها وأقنع الجميع أنّه لديّ «ستايلي» الخاص للمرأة المحتشمة. أرغب في اللجوء الى بساطة التصميم معها، بالإضافة الى القليل من الشك على الأكتاف لإضفاء الجاذبية على إطلالتها.

■ هل تخاف من أن تكون جرأتك في التصاميم سبب فشلك؟
لا أخاف أبداً من جرأتي. ما يهمني أن تكون المرأة مقتنعة بما ترتديه ولا يهمني رأي الآخرين. يحدث أن يخطئ المصمم بقياس، وقد جرى ذلك منذ فترة في دبي عندما ارتدت هيفا فستاناً من تصاميمي في إحدى المناسبات.

■ بعض المصممين يصفون تصاميمك ببدلات الرقص، هل هذا الأمر يستفزك؟
الإنسان الناجح يرشق بالحجارة. منذ فترة، قرأت مقابلة مع أحد المصممين برز اسمه في السبعينيات. سئل لماذا لم يسطع اسمك في العالمية مثل شربل زوي الذي وصل في عمر صغير، فأجاب بأنه لا يريد أن يصمم ملابس للسباحة من أجل الوصول الى العالمية. ضحكت فعلاً. اليوم إن طلبت لوبيز أن أصمّم لها جوارب، سأفعل، ولا أظن أنها سترتدي عباءة لترقص بها على المسرح. التصاميم يجب أن تتناسب مع ذوق الفنان، والحمد الله.

■ هل تكشف لنا سرّاً عن جي لو؟
ما يعرفه الناس عنها وما يظهر في الإعلام أيضاً أنّها متكبرة ولكن ما لا يعرفه كثيرون أنّها تتمتع بقلب طيب وواقعية جداً ومتواضعة. واليوم تثق بي كثيراً، وقالت لي إنها للمرة الأولى التي تتعامل فيها مع مصمم يرسل لها التصميم كما في الصورة تماماً. وهذا ما لا تشاهده مع غير مصممين. وقد حققت نجاحاً كبيراً معها، خصوصاً في احتفال الـ «ميوزيك أووردز» بعدما اعتبر الفستان الفضي الأفضل خلال عام 2014 على السجادة الحمراء.

■ ماذا تقول سرّاً عن هيفا؟
أطيب قلب وشخصية قوية. ليس جمالها فقط ما يقف خلف نجاحها ووصولها الى العالمية بل ذكاؤها وقوتها أيضاً. وهيفا اليوم مختلفة عن السابق وهي فعلاً A Real Lady بكل ما للكلمة من معنى.

■ مَن مِن بين النجمات العالميات تطمح أن تصمم لهنّ؟
جميعهن يردن من تصاميمي، لكن حاجزي اليوم هو جي لو التي تسحب جميع التصاميم كي تكون صاحبة الحصرية لتصاميمي. في برنامج American idol، رقصت بفستان طويل من تصميمي. ولكن أرغب في أن ترتدي مونيكا بيللوتشي من تصاميمي. أحبها كثيراً، خصوصاً أنّها تحضّر اليوم فيلم 007.

■ ما هي مواصفات المرأة التي تستحق ان ترتدي من تصاميمك؟
كل امرأة تحب التميز تستحق أن ترتدي من تصاميمي مهما اختلفت.

■ ماذا سلبت منك العالمية؟
الشهرة حلوة ولكن أخاف أن أقع لأن الآخرين يطلبون المزيد منك ويحاسبونك على كل شيء. لذلك يتطلب الأمر أن تكون حريصاً على كل شيء. واليوم بالتأكيد الحرية الشخصية يفتقدها كل شخص مشهور.

■ من هن زبونات شربل زوي غير النجمات؟
في العالم العربي، زبوناتي من العائلات الملكية رغم أنّ الأزياء جريئة وبحسب شانيل “لا اصنع الموضة بل أنا الموضة”. وأصمم أيضاً أزياء “مستّرة” وغير شفافة وزبائني من مختلف الفئات والأنواع.

■ لمن كان أثمن فستان صممته وكم بلغت قيمته؟
أثمن فستان كان لأميرة قطرية صممته لها في يوم زفافها، راوح سعره بين الـ 50 و80 ألف دولار أميركي.

■ ماذا تطلب المرأة العربية منك؟
أنصح المرأة العربية دوماً أن تكون ذاتها وأن لا تتمثل بأي امرأة أخرى وتكون على طبيعتها. في النهاية سوف تبرز شخصيتها ولا يجدر بها أن تكون نانسي عجرم أو هيفا أو أي فنانة أخرى.

■ ما هي نصائحك لعروس 2015؟
انصح عروس 2015 بالابتعاد عن المبالغة في الاختيارات. أقول لها: كوني بسيطة واختاري فستاناً مميزاً بدلاً من اللجوء الى الماكياج وتسريحة الشعر المبالغة. كوني أنيقة وبسيطة.

■ أين ستتوافر تصاميم شربل زوي قريباً؟
قريباً، ستتوافر تصاميمي في مراكز عدة في مونتي كارلو، ولوس أنجلس ولندن. ومن المحتمل أن أفتتح فرعاً لي في بيروت، لكنني ما زلت أدرس خطواتي كون الوضع السياسي مقلقاً في لبنان، وأحب أن أوجد في بيروت لكن مشغلي هنا، فأنا مقيم في الكويت ولوس انجليس.

■ مع أي من النجوم ستتعامل في المرحلة المقبلة؟
أعتبر أن تجربتي مع سيلين ديون ستكشف الجانب الآخر من ستايلي الخاص.

■ إن أردت تصوير فيلم وثائقي عن حياتك، ماذا تختار عنواناً له؟
أختار له عنوان Dream big أي الحلم الكبير.