الليلة، ينطلق «أسبوع الفيلم الإسباني» في «متروبوليس أمبير صوفيل» الذي تنظمه، سنوياً، الجمعية اللبنانية بالتعاون مع «معهد سرفانتس في بيروت»، والسفارة الإسبانية في لبنان. يلقي الموعد نظرة على أحدث التجارب السينمائية الإسبانية التي ستعرض حتى 23 حزيران (يونيو).
اختار المنظَّمون أربعة أفلام أُنتجت بين عامي 2014 و2015. سنشاهد فيها انشغالات مخرجيها بالأزمة الاقتصادية في إسبانيا، والأحداث التاريخية والعلاقات البشرية، وعالم الشهرة، فيما تنهل من تجارب المعلمين الإسبانيين مثل لوي بونويل وبيدرو ألمودوفار. الافتتاح عند الثامنة والنصف من مساء اليوم مع شريط «ليلتي الكبيرة» (2015) لألكس دي لا إيغليسيا. بسخريته السوداء الذي طعّم بها معظم أفلامه، يدخل المخرج الإسباني عالم التلفزيون، والعوالم الشخصية لنجومه على خلفية أزمة البطالة في إسبانيا. لويس مينيارو يعود إلى حقبة من التاريخ الإسباني، لكنه يحوّل جمود الأحداث التاريخية إلى مقاربات سردية تجريبية وجمالية. في تجربتهما الأولى «طريق حسن»، يشتغل فران أراوخو وإرنستو دي نوفا على قضية الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، وتأثرها بنفاد فرص العمل في إسبانيا من خلال قصة المهاجر المغربي حسن. الختام مع المخرجة غراسيا كراخيتا وفيلمها Happy 140، الذي تكتشف فيه المخبأ من العلاقات البشرية تجاه المال، خلال سهرة عيد ميلاد البطلة إليا.

* «أسبوع الفيلم الإسباني»: ابتداءً من اليوم حتى 23 حزيران (يونيو) ـ «متروبوليس أمبير صوفيل» (الأشرفية ـ بيروت) ــــ للاستعلام: 01/204080





البرنامج

«ليلتي الكبيرة» لألكس دي لا إيغليسيا
20:30 مساء اليوم ـــ 100 د


الافتتاح مع أحد آخر أعمال ألكس دي لا إيغليسيا «ليلتي الكبيرة» (100 د). الفيلم الهزلي الذي عرض للمرة الأولى في «مهرجان تورونتو الدولي للأفلام» عام 2015، يحتفظ بتلك السخرية السوداء التي شاهدناها في أفلامه مثل «السيرك الأخير» و«موت من الضحك» و«البار». على خلفية أزمة البطالة، يدخل «ليلتي الكبيرة» إلى عالم التلفاز. في شهر تشرين الأوّل (أكتوبر)، يقرر القائمون على التلفزيون تصوير حلقة رأس السنة. أعداد كبيرة من الراقصين بأشكال غريبة وثياب ملوّنة تعتلي المسرح، لتقدّم عروضاً استعراضية صاخبة. يجري الشريط في ليلة واحدة ما بين المسرح والاستوديوهات الداخلية أيضاً. ما إن يبدأ العرض حتى تنهال المصائب، واحدة تلو الأخرى، ما يجعل من إكمال تصوير الحفلة أمراً مستحيلاً، ومن النجاة أمراً أكثر استحالة. تتدفق الحركة والألوان بسرعة هائلة، في أجواء سريالية تذكّر بالمعلم الإسباني بيدرو ألمودوفار.



«سقوط نجم» للويس مينيارو
20/6 ــ 110 د



يعود لويس مينيارو إلى القرن التاسع عشر في فيلمه «سقوط نجم» (2014)، وتحديداً إلى الفترة القصيرة لحكم الملك أماديو الأول إسبانيا بين عامي 1870 حتى 1873. لكن ما يبدو فيلماً تاريخياً تقليدياً مع بداية الشريط (110 د)، سيتحوّل إلى مقاربة سردية تجريبية لتلك الحقبة من تاريخ إسبانيا، ضمن مناخات سوريالية ممزوجة بالتهكم والسخرية. يضفي مينيارو على شريطه لمسات معاصرة، وإحالات فنية مختلفة من الأغنية الفرنسية، ومن أشعار شارل بودلير ولوحات لوسيان فرويد وكارافاجيو وغويا وغيرهم. وبينما تتهاوى البلاد خارج جدران القصر، بعد اغتيال مساعد الملك، يتهرّب أماديو من الحكم، ومن مهماته الملكية. ينطوي على نفسه، مع مساعديه وخدم القصر. يدخلون في رحلات واكتشافات مجنونة. يتخذ الفيلم منحىً عبثياً، حين يتحول القصر إلى مسرح للحب والأكل، والشراب والمتع والملذات الأخرى التي تصبح مهرباً للملك.



«طريق حسن» لفران أراوخو وإرنستو دي نوفا
21/6 ــ 86 د



لقد حسم الأمر. لم يعد هناك ما يمكن القيام به هنا بعد الآن. بعد 13 عاماً قضاها في إسبانيا، خسر حسن عمله، ومعه الفرصة في العثور على وظيفة أخرى، بسبب الأزمة الاقتصادية الإسبانية. يقرر المهاجر المغربي العودة إلى بلاده. لكنه لن يعود فارغ اليدين كما أتى. سيقود جراراً زراعياً قديماً بعد شرائه من إسبانيا. هكذا يبدأ «طريق حسن» (86 د)، الفيلم الأول للثنائي الإسباني فران أراوخو وإرنستو دي نوفا. من خلال السيرة الذاتية لحسن، يتوقف الشريط (2015) عند الأزمات السياسية الكبرى المتعلقة باللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين في الدول الأوروبية، وظروفهم المعيشية. من ناحية أخرى يظهّر تبعات الأزمة الاقتصادية الإسبانية على المواطنين والمهاجرين على السواء. الكاميرا تتنقل مع حسن على الطرقات التي تصل إسبانيا إلى المغرب. في تلك المسافات الطويلة التي يقطعها في جراره، سيصدم بعوائق عدة أبرزها رجال الشرطة.



Happy 140 لغراسيا كراجيتا
23/6 ــ 98 د


تزامناً مع عيد ميلادها الأربعين، تقرّر إليا إقامة حفلة في جزر الكاناري في فيلم Happy 140 للمخرجة غراسيا كراجيتا. تدعو الطبيبة البيطرية أصدقاءها وأقاربها إلى الحفلة؛ زوجها خوان، وأختها كاتي، ورامون وزوجته، ورجل الأعمال بولو. أما الزائر الأهم، فهو حبيبها السابق ماريو الذي يأتي، لسوء الحظ، بصحبة خطيبته الشابة. بعدها، يمكننا توقّع ما قد يحدثه اجتماع هذه الشخصيات على مائدة واحدة. تنذرنا الكاميرا بذلك. حالة الترقب تترجمها مشاهد طاولة العشاء، والطعام الفاخر، والمشروبات، ووجوه المدعوين، وأثاث المنزل الفاخر الذي لم تنتقه إليا لإقامة حفلة عيد الميلاد فحسب. هناك ما ستسرّ به إليا لأصدقائها، وهو خبر فوزها بجائزة اللوتو التي تبلغ 149 مليون يورو. الخبر، كما يخرج من فم إيليا على غفلة خلال السهرة، سيغيّر مجرى الفيلم (98 د ــ 2015)، إلى أجواء متوتّرة وصدامية تكشف الخبايا النفسية لأصدقاء إليا المقربين.