تملك كارين رزق الله طاقة إيجابية قادرة على توزيعها أينما تحلّ، حتى أنها تنثرها على المسلسلات التي تكتبها. تعرف كيف تأتي بفكرة مسلسل، ثم توسّعها وتطعّمها بحبكات جذابة. تقسّم بطلة «مرتي وبنتي وأنا» عامها بين الكتابة والتصوير.
صحيح أنّها بدأت عملها كممثلة قبل سنوات، لكنها لم تعرف شهرة إلا بعدما دخلت عالم كتابة المسلسلات اللبنانية، خصوصاً مع النجاح الذي حققته في السنتين الأخيرتين. في 2015، قدّمت مسلسل «قلبي دقّ»، تبعه لاحقاً «مش أنا»، فشكّلا علامة فارقة، ولو أنّ المشروعين تعرّضا لانتقادات عديدة. اللافت في مشاريع رزق الله أنها تُشارك فيها لا ككتابة فحسب، بل أيضاً كممثلة ومنتجة (مشاركة في الإنتاج). هذا العام، تفرّغت كليّاً لمسلسل «لآخر نفس» الذي ستعرضه قناة mtv. بعد تعاون مع lbci سنوات طويلة، قرّرت الانتقال في رمضان إلى محطة المرّ. في حديث إلى «الأخبار»، تحكي كارين عن كواليس «لآخر نفس»: «كان التصوير جميلاً، والعمل ممتعاً مع المخرج أسد فولادكار. ككل عام، أتعاون مع مخرج جديد، خصوصاً أنّ أسد يعرف كيف يترك بصمته في كل مشهد يصوّره».

المسلسل اجتماعي
لا يخلو من التابوهات

تتجنّب كارين الحديث عن تفاصيل المسلسل، تاركة فسحةً لعامل التشويق لكنه يدور طبعاً في فلك العلاقات العاطفية والغرامية. تقول باختصار: «المسلسل اجتماعي كباقي الأعمال التي قدّمتها سابقاً. لكنه يضم شخصيات تشبه المشاهد.
كما طعّمته ببعض الجرأة عبر مقاربة قضايا تعدّ بمثابة «تابو» في المجتمع اللبناني، فألقيت الضوء عليها من دون تجريح». فكيف اختارت اسم «لآخر نفس»؟ تلفت: «يحمل العمل الكثير من المعاني، فلآخر نفس نعيش الحياة، ولآخر نفس نحبّ ونكره ونموت». هذا بالنسبة إلى العناوين العريضة، فماذا عن فريق العمل؟ تجيب نجمة «عيلة ع فرد ميلة»: «أتعاون مع بديع أبو شقرا بعدما نجحنا العام الماضي في «مش أنا». لقد أحببت تكرار هذه الثنائية لكن بصيغة مُغايرة. كما يشارك في العمل كل من: رودني حداد، ورندا كعدي وغابريال يمين، ومجدي مشموشي. وفتحت المجال أمام ممثلين خريجين جدد للعمل للمرّة الأولى أمام الكاميرا». اللافت أنّ رزق الله تتابع عملها من الألف إلى الياء. توضح: «أدقّق في جميع الأمور الفنية ذات العلاقة بالمسلسل. بالنسبة إلى موسيقى العمل، فقد تعاونت هذا العام مع رامي عياش، بعدما عملت سابقاً مع مروان خوري». بعيداً عن السيناريو والأبطال، فإنّ السؤال الذي يطرح نفسه حالياً: لماذا قرّرت كارين الانتقال من lbci إلى mtv؟ تجيب: «لم أترك lbci أبداً، بل لا تزال أعمالي تعرض على شاشتها. لقد انطلقت عبر تلك المحطة، وقدّمت أجمل الأعمال على شاشتها.
لا خلافات مع قناة بيار الضاهر أبداً، وأكنّ له كل المحبة وقد أتعاون معه في مشاريع أخرى. في المقابل، لا عقد حصرياً مع mtv، بل كل القصّة أنّي تلقّيت عرض عمل جيداً». على الضفة نفسها، يجد بعضهم أن كارين تتخذ خطاً لوحدها في الدراما اللبنانية، فهل هذا مقصود؟ تجيب «لا يمكنني أن أقدّم كل عام أكثر من مسلسل واحد. أكتب مشاريعي من «نصّ» قلبي. نعم، لدي خط درامي لوحدي، فأنا أختار الشركة المنتجة، والمخرج وأبطال العمل.
هذا عامل إضافي بالنسبة إلي، لأني أعرف تفاصيل المسلسل كلمة وكلمة». تختتم كلامها بإيجابية كما تفتتحه، مشيرةً إلى أن المنافسة الرمضانية أمر ممتع، فـ «نجاح الأعمال شجّع المنتجين اللبنانيين على الانخراط أكثر. هذا الأمر تحقق، وأصبحت الدراما المحلية منافسة وبقوّة، وهذا العام يقدّم أكثر من 7 مشاريع دفعة واحدة». إذاً، تخوض كارين المنافسة الرمضانية بثقة في «لآخر نفس»، بعدما شارفت على الانتهاء من تصوير مشاهدها بين دبي وبيروت.