سواء كنتم من متابعي الدراما اللبنانية أم لا، إلا أنكم ستلاحظون ارتفاع أعداد المسلسلات المحلية على الشاشات في رمضان المقبل. يأتي ذلك تتويجاً لمسار شهدنا خلاله حضوراً قوياً لتلك الدراما في الخريف الماضي عبر «أمير الليل» و«الشقيقتان» على lbci و«فخامة الشكّ» على mtv و«زوجتي أنا» على «الجديد».
صحيح أنه نادراً ما يحقّق مسلسل محلي نجاحاً ملحوظاً، بسبب معاناته من ثغرات كثيرة على مستوى النصّ والإخراج الأداء، إلا أنّه يبدو أن المشاهد اللبناني يتفاعل مع العمل رغم كل شيء. فكيف تتوزّع الدراما اللبنانية على الشاشات هذا الموسم؟
فتحت الممثلة والسيناريست كارين رزق الله الباب أمام الكتّاب اللبنانيين للمنافسة بروح قويّة بعدما كتبت عملين ناجحين هما «مش أنا هنا» (2016) و«قلبي دق» (2015) على lbci. المشروعان كانا فاتحة خير على الممثلة، إذ حطّمت الأرقام في نسبة المشاهدة، مما أعطاها دفعاً للاستمرار وفرض شروطها على الشاشة التي تتعاون معها. لكن كارين تخوض هذا العام منافسة من نوع آخر. فقد وقّعت عقداً مع mtv لبثّ مسلسلها «لآخر نفس» (كتابة كارين وإخراج أسد فولادكار) الذي يلعب بطولته بديع أبو شقرا، رودني حداد، دوري سمراني، تينا جروس.

تحضّر «المنار» لعمل لبناني
يحمل اسم «بلاد الشمس»

يدور العمل حول عائلتين، حيث تلتقي سيدة برجل من العائلة الثانية، وتشاء الظروف ويعملان في الشركة نفسها، فتبدأ قصة حبّهما. تركّز كارين على قصص الغرام التي تجذب المشاهد، وتقدّم سيناريو تتداخل فيه خيوط التشويق والاكشن مع نفحة من الكوميديا. كارين باتت ورقة رابحة في الدراما، لكنها حالياً انتقلت إلى الضفة الأخرى لتواجه lbci التي احتضنت أعمالها في بداياتها. وكانت mtv القناة المحلية الأولى التي أعلنت عن المشاريع اللبنانية التي ستعرضها في شهر الصوم، إذ لفتت في إعلان ترويجي أنها ستبثّ (بالإضافة إلى «لآخر نفس») مسلسل «أدهم بيك» (كتابة طارق سويد، وإخراج زهير قنوع وإنتاج «مروى غروب» للمنتج مروان حداد). العمل المنتظر من بطولة: يوسف الخال كريستينا سعادة (وجه جديد)، بيتر سمعان، يوسف حداد وغيرهم. المشروع مستوحى من رواية «دعاء الكروان» لطه حسين، وهو يعود بالمشاهد إلى الأربعينيات من القرن الماضي. إعلان محطة المرّ عن برمجتها قبل شهر من رمضان، يدلّ على أنها «مرتاحة على وضعها» وتنتظر باقي القنوات التي ستقف في وجهها. هذا بالنسبة إلى mtv، فماذا عن lbci؟ يبدو أنّها تحضّر برمجة لبنانية «دسمة»، لكنها لن تُعلن عنها حالياً. أمر يندرج ضمن خطة المنافسة التي تتبعها في السنوات الأخيرة. إذ تنتظر القناة دوماً الساعات القليلة قبل حلول رمضان وتكشف عمّا في جعبتها. أمام lbci مجموعة كبيرة من الأعمال اللبنانية التي ستختار منها ما يناسبها وهي: مسلسل «وين كنتي» (كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج سمير حبشي، وإنتاج «مروى غروب»)، و«كراميل» (كتابة مازن طه وإخراج إيلي حبيب وإنتاج «إيغل فيلم») لماغي بو غصن وظافر العابدين. الأخير اجتماعي لبناني ينتمي إلى الكوميديا الخفيفة ويجمع بين الفانتازيا والواقع. وهناك مسلسل «ورد جوري» (كتابة كلوديا مارشيليان، وإخراج سمير حبشي) لنادين الراسي، إضافة إلى «الحبّ الحقيقي» (اسم مبدئي) الذي تنتجه lbci (مي أبي رعد). المشروع معرّب أو مأخوذ عن مسلسل مكسيكي (سيناريو باسكال حرفوش وترجمة لمى مرعشلي وإخراج جوليان معلوف)، وتلعب بطولته باميلا الكيك. لكن لم يعرف بعد ما إذا كان سيلحق الموسم الرمضاني أو يبثّ في برمجة الخريف المقبلة. من جهتها، تسعى «الجديد» جاهدة للحصول على أكبر عدد من المسلسلات اللبنانية أيضاً. تعرض الجزء الثاني من «زوجتي أنا»، و«أوّل نظرة» الذي يجمع غسان صليبا ونجله وسام، والعملان من كتابة كريستين بطرس وإنتاج مروان حداد. كذلك تعوّل «الجديد» على «بلحظة» (كتابة نادين جابر، وإخراج أسامة الحمد، وإنتاج شركة «الصدى») من بطولة كارمن لبّس، وزياد برجي، ويوسف حدّاد، وإلسا زغيب، وروان طحطوح، ونيكولا مزهر. تدور الخطوط الأساسية للعمل حول الثأر والعلاقات الإنسانية من حبّ وكره ومصالح ونفوذ. على الضفة الأخرى، تحضّر قناة «المنار» لعمل لبناني يحمل اسم «بلاد الشمس» (إخراج عاطف كيوان وكتابة محمد النابلسي) من بطولة أحمد الزين ومجموعة ممثلين. إذاً، أكثر من 10 مسلسلات لبنانية ستغزو الشاشات قريباً، فأيّ عمل سيحمل «كارت» العمل اللبناني الناجح؟