مناضلة من نوع خاص
محمود الماجري *
رحيل رجاء بن عمّار خسارة كبيرة للتجربة المسرحية التونسية والعربية، فقد حفرت مساراً مختلفاً، وكانت مناضلة من أجل المسرح وهي تجربة رئيسية في المسرح التونسي. كانت تؤمن أنّ لا معنى للمسرح في غياب الفضاء، ونجحت في تحقيق حلمها بتأسيس «مدار» في قرطاج، وقد ظلّت تقاوم من أجل أن يبقى مفتوحاً.

كما تميّزت بتجربتها في التعامل مع الشباب الهامشي. لعل مسرحيتها «وراء السكة» التي جمعت فيها مجموعة من الأحياء الشعبية في الضاحية الشمالية للعاصمة، من أهم التجارب في مجال الإدماج عن طريق المسرح والفن. كما لا ننسى ريادتها في الرّقص المسرحي والاشتغال على الجسد.
* مدير المعهد العالي
للفن المسرحي في تونس

مسكونة بهاجس العطاء

الحبيب بلهادي *
رحلة طويلة جمعتني برجاء بن عمار. سيدة مسكونة بالمسرح والعطاء. لم تكن تتوقّف عن العمل ولا عن الحلم. قاومت البيروقراطية الإدارية من أجل تحقيق حلمها في أن يكون لها فضاء «مدار» الذي كانت مهددة دائماً مع رفيق دربها المنصف الصايم بالطرد منه سواء قبل الثورة أو بعدها. رجاء بن عمار تجربة مهمة وعميقة سواء كممثلة أو كمخرجة. سلاماً لروحها. الكلمات تعجز عن التعبير عن ألم رحيلها.
* منتج مسرحي وسينمائي
ومدير قاعة «الريو»

ممثلة استثنائية

الفاضل الجزيري *
فاجعة كبيرة ورحيل مرّ وموجع. أعرفها منذ سنوات طويلة. عملت معنا في «التحقيق» وفي شريط «العرس». كانت ممثلة استثنائية. أسّست «مسرح فو» مع توفيق الجبالي والمنصف الصايم ورؤوف بن عمر. لم تتوقف عن العمل وعن الإنتاج منذ السبعينيات إلى أن توقّف قلبها. خسارة كبيرة للمسرح التونسي والعربي.
* ممثل ومخرج تونسي

رفيقة البدايات

رؤوف بن عمر *
توقف قلب رجاء وغادرتنا بعد العملية الجراحية للقلب التي كانت تؤجلها منذ حوالى خمسة عشر عاماً. رحمها الله. أسسنا معاً «مسرح فو» سنة 1980 وكان أول عمل نقدمه معاً «تمثيل كلام». كنا مجموعة مع المنصف الصايم وتوفيق الجبالي، ثم واصلت الرحلة مع المنصف الصايم في فضاء «مدار» الذي كان عالمها، وقد ظلت تدافع عنه بشراسة. سلام إلى
روحها.
* ممثل مسرحي
وسينمائي وتلفزيوني تونسي

ممنوعة من النسيان

فتحي العكاري *
يصعب أن أصدق نبأ رحيلها لا أصدق. كم كانت رائعة وجميلة. كم كان لها كبرياء الكبار منذ عرفتها في مطلع السبعينيات عندما حصلنا على جائزة المسرح المدرسي يوم قدّمت رجاء «الأم كوراج» لبريشت، وقدّمت أنا «مأساة الإنسان». كانت جائزتنا رحلة إلى «مهرجان أفينيون». حدث هذا سنة ١٩٧٤ومن يومها لم نفترق. سافرت رجاء مع المنصف الصايم إلى ألمانيا وسافرت أنا وعزالدين قنون إلى فرنسا.
رجاء بن عمار مسرحية ممنوعة من النسيان.
* ممثل ومخرج وكاتب مسرحي
وأستاذ جامعي تونسي

اللبوة الشرسة

عبدالحميد قياس *
كم كنت أتمنى أن أقول لك رجاء يا رجاء لا ترحلي... لكنك باغتتنا ورحلت في ظلمة ليل على طاولة العمليات. قلبك الذي عرف من قبل المشرط لم يحتمل جرحاً آخر. رحلت في ظلمة ليل على طاولة التشريح. وكم كنت تقاومين ظلام الليل على خشبة المسرح. أعرف أنك لبوة شرسة ومقاتلة دامية. قاومت الرداءة. تمردت على القوالب والنمطية. احتفلت بالجسد وخضت معارك تحريره و فزت. لماذا توقف قلبك هذه المرة. لماذا؟
عفواً رجاء على أنانيتي. كنت أريد أن تطول رحلتك أكثر. فلك بعد تعب السنين الحق في الاسترخاء والتظلل «تحت شجرة الدردار»، ألم تكن تلك أول مسرحية لك أيام المسرح المدرسي مع ترشيح المعلمات؟
فطوبى لك يا محاربة. يا أمازونية... يا رجاء.
كل العزاء لزوجك لابنك ولأخيك، ولشريكك، للبعض منك العزيز المنصف الصايم.
سيدتي رجاء لن أقول لك وداعاً. أقول إلى لقاء قريب.
سؤال قد يبلغك قبل أن يوارى جسدك: هل الصدفة أم اختيار منك أن تترجلي يوم الاحتفاء بمرور سنة على رحيله هو الآخر أولاد أحمد؟ ذاك الذي صدح يوماً بأن «نساء بلادي نساء ونصف»!
* ممثل مسرحي
وسينمائي وتلفزيوني تونسي