اختار برقاوي أن يفتتح موسمه الدرامي للعام الحالي، بعملٍ اجتماعي سوري- معاصر، لا يخوض مباشرةً في الواقع الراهن. لكنّه سيحضر كخلفية لبعض حكاياته، التي تدور حول ثيمة واحدة، تتلخص في عقبات تهدد استمرار العلاقة بين مجموعة أزواج. 30 حكاية في ثلاثين حلقة... هكذا أتت صيغة «شبابيك» (إنتاج «سما الفن» عن نصوص لعدّة كتّاب، أعدها السيناريست بشّار عباس).
صيغةٌ يأمل برقاوي أن تحظى بــ «اهتمام المشاهدين السوريين» الذين يتوجّه لهم هذا العمل بصورةٍ أساسية، فهو يعتبر «الحديث عن مشكلات مؤسسة الزواج من ضرورات المرحلة الحالية التي تمر بها البلاد».
يضمّ المسلسل على قائمة أبطاله: بسّام كوسا، سلافة معمار، كاريس بشّار، ديمة قندلفت، نسرين طافش، عبد المنعم عمايري، كندا حنّا، فادي صبيح، محمود نصر، أيمن عبد السلام، معتصم النهار، حلا رجب، روزينا لاذقاني، ويشارك فيه أيضاً الفنّانان القديران منى واصف، وحسن عويتي، إضافة إلى ممثلين سوريين آخرين ولبنانيين منهم: ستيفاني صليبا، وسام حنّا، إنجو ريحان، حسن مقدّم، ونتاشا شوفاني.
أما فيما يتعلق بـ «الهيبة» (إنتاج Cedars Art Production، عن نص للكاتب السوري هوزان عكو)، الذي يتوقع انطلاق تصويره السبت المقبل، فيؤكد برقاوي لـ «الأخبار» بأنّه «سيكون مختلفاً» عن صيغة مشاريعه الثلاثة السابقة من بطولة تيم حسن، ونادين نجيم. يوضح: «في «الهيبة»، نقف على الأرض، إذ لا نذهب باتجاه فضاء معوّم للشخصيّات. كما أنّ الحكاية ليست مقتبسة، بل تدور حول منطقة تقع بين سوريا ولبنان، تحكمها العشائرية، وتسود فيها تجارة المخدرات والسلاح. في قلب هذه البيئة تجري الأحداث».
يضم «الهيبة» على قائمة أبطاله أيضاً: الفنّانة القديرة منى واصف بدور سيدة سوريّة ورثت عن زوجها المتوفى إقطاعية كبيرة تتحكم بها، ويديرها «جبل» (تيم حسن). ويلعب الممثلان السوريان أويس مخللاتي وروزينا لاذقاني دوري أخويه، بينما تلعب نادين نجيم دور حبيبته «عليا».

«شبابيك» عمل اجتماعي معاصر يناقش المشكلات الزوجية

في كلا العملين الذين ينجزهما برقاوي لموسم دراما 2017، تتوافر الوصفة التسويقية المطلوبة للمحطّات اللبنانية على وجه الخصوص، والعربية عموماً: عمل لبناني- سوري، وآخر سوري يبتعد عن الخوض في تفاصيل «الأزمة السورية» ويضم ممثلين لبنانيين.
نسأل المخرج: هل آفاق تسويق العمل هي المعيار الأساسي الذي تضعه في حساباتك قبل الإقدام على أي مشروع جديد؟ يجيب: «أهم أفلام هوليوود تأخذ اشتراطات السوق في الاعتبار، ونحن كذلك، ولكنّنا في المقابل لا نستسلم لها، بل نعمل بإخلاص على تقديم أفضل شرط فني يتجاوب معها».
يستدرك صاحب «بعد السقوط»، قائلاً: «الموضوع لا يقتصر على التسويق فقط، بل ينطلق أيضاً من احترامي لرغبة المشاهد، الذي لا يمكنني التعالي عليه. وطالما هناك انحسار لمشاهدة أنواع دراميّة، أو موضوعات معيّنة، فكل ما أفعله هو محاولة إيجاد حلول، قد تصيب، أو تخطئ. هذا ما يمليه حرصي على عملي أولاً، والدراما التي أتيت منها، يوم كانت ميزتها الانفتاح والتنوّع بكل الاتجاهات. في أعمالٍ شهيرة كنت جزءاً من فريقها، شارك ممثلون لبنانيون وعرب، ولم نجد من قال وقتها بإنّ درامانا خرجت عن سكّتها، أو مسارها». قد يكون كلامك صحيحاً بالنسبة الى المشاهد العربي، لكن ماذا عن السوري الذي يفترض أن تتوجه إليه الدراما السورية بالأساس؟
«خلال الأعوام الثلاثة الماضية، حققنا نسب مشاهدة عالية جداً، نافسنا فيها مسلسلات محليّة، وهذا أسعدني، لكنّه يحزنني أيضاً، ويدفعني للتساؤل عن سبب انكفاء المشاهد السوري عن المسلسلات المحليّة، ومتابعته مسلسلات «بان آراب» مع تحفّظي على هذه التسمية. ما أقدّمه هو شكل من أشكال الحلول، دعونا نناقشه، ونفكّر ما إذا كان خياراً صائباً أم لا؟ بمعزل عن تقييمنا للأعمال نفسها، علينا أولاً الاعتراف كصنّاع دراما سورية، بوجود مشكلة في علاقتنا مع مَن نتوجه له، ابتداءً من المتلقي السوري. حلّها يبدأ بضرورة تفهمنا لاحتياجاته في هذه المرحلة، وماذا يحب أن يتابع. وإذا أصررنا على تقديم أعمال يعزف عن مشاهدتها، فالخلل لدينا، لا في كيفية استقباله لما نقدّم، مع احترامي الكبير لكل الجهود المخلصة لاستمرار هذه الصناعة كما نحب ونشتهي». لكن حتى الأعمال التي قدّمتها تعرضت لانتقادات كبيرة رغم جماهيريتها، حول تجاوزك حدود الاقتباس إلى «النسخ واللصق» على مستوى الأفكار، والمشاهد، والرؤية البصرية؟! يجيب: «لم أذهب للسينما بقصد الاستسهال، والمشاريع التي عملت عليها تندرج تحت ما أسميته بـ «فلمنة المسلسل»؛ أي اختيار من فيلم، أو مجموعة أفلام ما أراه مناسباً لتقديم 30 حلقة تلفزيونية، ضمن فضاء معوّم للشخصيات، ورؤية أو صيغة بصرية خاصة، تحقق المتعة والتشويق للمشاهد، هذا تفسيري الخاص للاقتباس الذي اشتغلت عليه كثيراً من دون استسهال».
يختم برقاوي الحديث لـ «الأخبار» من دمشق، قبل توجهه إلى بيروت؛ بالتنويه إلى أنّ حديثه لنا هو الوحيد الذي أدلى به للصحافة المطبوعة أو الإلكترونية خلال مرحلة تصوير «شبابيك»، إلى جانب البيان الصحافي الذي أصدرته شركة «سما الفن» عن العمل، وينفي بالتالي ما تداولته مواقع وصحف عربية من تصريحات على لسانه، جاءت فيها عبارات مستفزّة لصنّاع الدراما السوريّة، أو تقلل من جهد الآخرين.