لم يصمد جو معلوف كثيراً في تسلّق القضايا المدنية، وتغيير جلده، وطابع أدائه المهني الذي اقترن طويلاً بالتلصص والوشاية، والفضائح. في «هوا الحرية» على lbci، حاول معلوف تقديم نموذج مختلف عن تاريخه الماضي، فحمل لواء الحريات الشخصية والعامة، وقضايا المرأة وحقوقها، والمثليين/ ات، واللائحة تطول، الى تاريخ أول من أمس! في تلك الليلة، نسف معلوف كل هذا الأداء، مكرساً مرة جديدة سقطة إعلامية وأخلاقية مدوية.
في حلقة الاثنين، قدّم الإعلامي اللبناني لجوزيف معلوف المعروف بـ «البطة» والملاحق قضائياً، مساحة واسعة، ليدافع عن نفسه في الفضيحة التي افتعلها أخيراً بحق زوجة أحد أطباء التجميل المعروفين في زحلة، من خلال نشره فيديوات جنسية تجمعه بهذه المرأة، تضاف اليها التسجيلات الصوتية عبر «واتساب». ظهر المبتزّ مرتين في تلك الحلقة، بداية في التقرير، وأفردت معه أيضاً مقابلة استجوابية، مع عرض لقطات من هذه الفيديوات، فما ظهر منها كان أكثر مما تم تمويهه. بعدها، حضر في الاستديو، لمدة أكثر من نصف ساعة، ليتباهى بما فعله، ويتقيأ ذكوريته تجاه المرأة/ الضحية، من خلال الحديث عنها على أنها كانت «على علاقة جنسية بآخرين»، كان يجلبهم زوجها، وأنه كرجل لا عيب يطاله، فيما هي «رح يبزقو عليها الناس» بعد رؤيتهم للأشرطة. في هذا الوقت، ظلّت أسئلة جوّ سطحية وتلصصية: «كنت تمارس معها على تخت زوجها؟»، «هل كانت أول علاقة مع امرأة متزوجة؟».

عرض تسجيلات حميمة وخاصة واستضافة الرجل المبتزّ


حاول جو معلوف انتشال نفسه من هذه الفضيحة التي صنعها على الهواء بالقول إنّه يتحفظ على عرض بعض التسجيلات لأنها تتضمن «عبارات جنسية» في أداء منفصم عما استهل به حلقته، من أفلام إباحية واضحة، تعرض على الملأ وأمام المشاهدين. أسهم معلوف مع «البطة» في تكريس هذه الذكورية، وأيضاً في تناول قضية خاصة، لها متفرعاتها الأمنية والسياسية. لقد اقترف جريمة أخرى، بعرضه هذه التسجيلات الحميمة والخاصة التي لن يدفع الثمن فيها سوى المرأة... الحلقة الأضعف في مجتمع ذكوري ومحافظ. لا ليست «قضية رأي عام» كما قال جو معلوف، مبرراً استضافة المجرم بأنّ القصة منتشرة في جميع وسائل الإعلام، بل إنّها سقطة أخلاقية، فتحت هواءها لمجرم وهارب، والأنكى أن «فرع المعلومات» ألقى القبض عليه خارج استوديوهات lbci... يا لها من صدفة؟!
يطل مدان ومجرم على الهواء طيلة هذا الوقت، وبعدها يساق الى العدالة، بعدما أدلى بدلوه وقذارته. ليست المرة الأولى التي يفعل فيها جو معلوف هذه العراضة الإعلامية، فقد سبق أن فتح هواءه العام الماضي لعماد الريحاوي مشغل شبكة الدعارة في «شي موريس»، ليبرئ نفسه في «حكي جالس». وبعدها سيق برفقة عناصر «فرع المعلومات» الى السجن بعدما كان فاراً، متورطاً في أضخم شبكة للإتجار بالبشر، في ربط مباشر أمني بين البرنامج وهذا الجهاز.
أسئلة كثيرة تطرح حول ما فعله «هوا الحرية» أول من أمس من خلال عرض كل هذه الفضائح. أسئلة حول أهدافها وتوظيفها في لعبة الرايتينغ، ونيلها درجة عالية من السقوط الأخلاقي والمهني.
والأكثر غرابة هو تأطير الحوار واتجاه القضية على أنها تمسّ زحلة ونساءها، كأن باقي النساء المتعرضات لأنواع من الابتزاز ووقعهن ضحاياه هنّ خارج هذا الإطار! وبغض النظر عن هذا التأطير الذي لا يخدم سوى حفنة المجرمين والمبتزين أمثال جوزيف معلوف، فإن هذه الحلقة ستبقى نقطة سوداء في تاريخ «هوا الحرية»، وجو معلوف على حدّ سواء. حلقة تكرس لمفهوم «الفلتان» الأخلاقي الخارج عن أي ضبط مهني وإنساني وحس المسؤولية.

«هوا الحرية» كل اثنين 21:30 على lbci

■ http://www.lbcgroup.tv/watch/32227/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%84%D9%82%D8%A9-19/ar