من أنسنة كبير العملاء أنطوان لحد، الى اعتبار إسرائيل رائدة في مجال حقوق المثليين، وصولاً الى رثاء شمعون بيريز رئيس الوزراء الأسبق للكيان العبري بوصفه «آخر الأحياء من ضمن الجيل المؤسس للدولة العبرية»... هذا الخط التطبيعي باتت تنتهجه صحيفة «لوريان لوجور»، ضاربة عرض الحائط بأي قواعد مهنية وأخلاقية وحتى قانونية. لا تتوانى الصحيفة الفرنكوفونية عن التحدث عن إسرائيل بصورة لمّاعة ونظيفة، من دون حسيب ولا رقيب. آخر «إبداعات» الصحيفة نشر مقال مصوّر على صفحتها الأولى يوم الاثنين الماضي بعنوان «لبنان، سوريا، إسرائيل... جنديات نساء (بالصور)». في هذه القطعة/ التحفة، التي تتصدرها صورة لإمرأة إسرائيلية، تحمل سلاحاً وتصوّب على هدف محدد، قرأنا تمجيداً بالكيان العبري وبجيشه كونه «أكبر قوة مسلحة في المنطقة»، ويضم منذ عقود «نساء يحتللن مكانة مهمة»، بخلاف العالم العربي والشرق الأوسط الذي ما زالت المرأة فيه «مساعدة للرجل» رغم تطور أحوالها وفق المقال. وأخذ المقال برأي الخبيرة في «معهد كارنيغي للشرق الأوسط»، داليا غانم يزبك، التي عزت هذا الأمر الى «الحواجز التي يخلقها المجتمع والمؤسسات»، إذ تظل «الحرب عملاً منوطاً بالرجال». مع هذا الرأي الحاسم من يزبك، لا تعمّم الصحيفة هذا الاستنتاج، بل تعطي مثال الإماراتية مريم المنصوري التي قادت طائرة محاربة ضد «داعش» عام 2014، الى جانب أخريات يعملن في الجيوش اللبنانية والتونسية والسورية.طبعاً هذا المقال الموقّع من الصحيفة عينها، مضافاً اليها «وكالة الصحافة الفرنسية»، ينضم الى المقالات السابقة التي تسير على الخط التحريري نفسه الذي يرى أنّ إسرائيل ليست كياناً محتلاً، ويدسّ بين الفينة والأخرى تمجيداً لها في مجالات مختلفة، كأن الأمر بات طبيعياً وعادياً. أما صورة الجندية الصهيونية التي تصدّرت صفحتها الأولى كامرأة «رائدة»، فليست سوى واحدة من المجرمات اللواتي يمعنّ يومياً في قتل الشعب الفلسطيني.