لترابِ الأرض، كلِّ ترابِ الأرض: رائحةُ دمٍ أخضر.الربيعُ فضيحةُ الأرض، وسِجِلُّ مآتمِها ومآسيها.
تلزمني قرونٌ وأعمارٌ ومعجزات
لأتعلّمَ كيف لا أكون خائفاً.
علامَ أشكو الوحدةَ وأقول: «ما أكثر أعدائي!».
هؤلاء السفّاحون هم «إخوتي في الإنسانية».
باستثناء القتلةِ، وأربابِ الأسلحةِ والأموال والديانات...،
لا أحد يلزمُ للحياة على هذه الأرض.
لا يرضيني أقلُّ مِن أن أكون ملكاً على العالم (بجميعِ ناسِهِ، وبهائمِهِ، ومعابدِهِ، ومَدافنِ موتاهُ وحقائقِه).
ملكاً... لا أقلّ.
ليس لكي أصير سيّداً، وأقولُ: أنا السيّد...
بل فقط، لكي أُديرَ ظهري لكلّ أحدٍ وكل شيء،
وأتنحّى بلا ندم.
ما حاجتُنا إلى الحقيقةِ ورُسُلِها، إذا كانت القوةُ قادرةً في كلّ حين على تحويلِ أتفهِ الأباطيل إلى ديانةٍ مرشّحةٍ للخلود؟
ما حاجتنا إلى الشعراء والفلاسفة ومنشِدي الأعراس؟
ما حاجتنا إلى مُطَـرِّزي الأناجيل، وسَدَنَةِ معابدِ الجمال؟
وأصلاً: ما حاجتُنا إلى الجمال
إذا كان الإنسان يستطيع إبادةَ كلّ شيء بضربةِ «حقيقةٍ» صغيرةٍ واحدة؟
وما حاجتنا إلى «الحق»؟!...
الإنسانُ، لأنه أكثر الكائنات جبناً، هو أكثرها يقيناً وقدرةً على صناعةِ موازين الحق؛ وأيضاً: أكثرها بطشاً.
الإنسانُ ديانةُ نفسِهِ، ورسولُ نفسِه، وعابدُ نفسِه، وذابحُ نفسه.
: «الإنسانُ هَفوةْ».
2015