«مسار إجباري» مرة جديدة في لبنان لإحياء أمسيتين مع جمهور يتابع الفرقة وينتظر حفلاتها وأعمالها، ويملأ المقاعد كما حصل في أيار (مايو) الفائت في «مترو المدينة». جديد هذه الزيارة، اتجاه الفرقة الى خارج العاصمة، تحديداً الى صيدا لإحياء حفلة في «سهرية» بعد حفلة في «آرت لاونج» في بيروت.
جرعة عالية من الروك وجرعات أقلّ من البلوز والجاز والإيقاعات الشرقية
من الفرق الشبابية الأكثر نجاحاً في مصر، احتفل أعضاؤها العام الماضي بمرور عشر سنوات على انطلاقتها. الفرقة مستمرة بجرعة عالية من موسيقى الروك وجرعات أقلّ من البلوز والجاز والإيقاعات الشرقية، مع كلمات لأغاني من واقع الشارع والمجتمع في المحروسة وأخرى تعكس مزاج الشباب المصري وهمومه.
انطلقت الفرقة عام 2005، من الاسكندرية مع أيمن مسعود (كيبورد)، هاني الدقاق (غناء وغيتار)، تامر عطا الله (درامز)، وأحمد حافظ (باص)، وانضم لاحقاً محمود صيام (غيتار) عام 2008. أطلت في بداياتها مع إعادة لأغنيات سيد درويش، وسيد مكاوي، وكلمات لصلاح جاهين بتوزيعها ونَفَسَها الخاص.
خرج ألبومها الأول عام 2013 بعنوان «إقرأ الخبر»، والثاني «تقع وتقوم» 2015. أثبتت الفرقة من خلال هذين العملين، قدرتها على مخاطبة وجذب مستمعيها الى أعمالها الخاصة تأليفاً وكتابةً. نجحت هذه الأعمال بسرعة وزاد معها عدد محبّي الفرقة. نالت الأخيرة جوائز عالمية ومحلية منذ الانطلاقة، عن أعمال «كل الخلق» (كلمات الراحل صلاح جاهين)، و«طعم البيوت» (كلمات عبد الرحيم منصور). وكرمت منظمة الأونيسكو الفرقة التي نالت لقب «فنانون شباب من أجل الحوار بين ثقافات العالم العربي والغرب» عام 2011.
في كلماتها وألحانها نبض شبابي وطاقة عكست أيضاً روح الشباب المصري بعد عام 2011. هموم وأحزان وتطلعات وتهكّم وسخرية من الواقع، فخيار الفرقة منذ البداية كلمات لسيد درويش، وصلاح جاهين وسيد مكاوي، حتى إنّ اختيار اسمها «مسار إجباري» حمل مساراً ساخراً في الكلام والموسيقى. على سبيل المثال، لنقرأ كلام أغنية «اقرأ الخبر»: «ماليه الجرايد، اعلانات للخريجين والخريجات، اشغال كتير راتب كبير حاسب ليوم عقلك يطير، مطلوب خبير يحكي حكايات، أو سمكري يعرف لغات، يعزف كمان واكورديون يكسب عشان يفتح صالون».
قبل أشهر، نشرت الفرقة على الإنترنت فيديو لأغنية جديدة هي «شيروفوبيا». وفي تصويره وإخراجه، صورة عن جنون الفرقة واختلافها عن السائد في الشارع العربي.
ستضرب «مسار إجباري» موعداً ثانياً للمرة الأولى خارج بيروت، في مقهى «سهرية» في صيدا. رغم صغر المكان وعدم قدرته على استيعاب جمهور كبير، إلا أنّ صاحب المقهى يوسف كليب استطاع من خلال صديق مشترك مع الفرقة إقناعها بالقدوم، خصوصاً أنّ فكرة العزف خارج بيروت راقت لأعضائها.
يستمر «سهرية» في جذب الفرق من بيروت الى صيدا مساء كل جمعة وسبت، حتى بعض الرواد يأتون من بيروت للتعرف إلى حياة حي الصالحية الليلية في صيدا، يتذكر يوسف كليب في اتصال مع الأخبار أنه كان يحضّر لافتتاح المقهى تزامناً مع معارك عبرا منذ سنتين ونصف تقريباً. ويضيف أنه سعيد بالمساهمة بإزالة السمعة السيئة عن هذه المدينة الجنوبية.

«مسار إجباري»: الخميس 15 أيلول في «آرت لاونج» (بيروت ــ 03/871589)، ومساء 16 أيلول في «سهرية» (صيدا جنوب لبنان ـــ 03/028537)