بخلاف العام الماضي الذي أتى فائزوه من 3 بلدان عربية (مصر وتونس وسوريا) شاركت في جائزة “سمير قصير لحرية الصحافة”، أريد هذا العام بعث رسائل سياسية واضحة أمام جمع من السياسيين والإعلاميين والديبلوماسيين اللبنانيين والعرب والأوروبيين (بما أن الجائزة يرعاها الإتحاد الأوروبي). في النسخة العاشرة للجائزة، طغى الخطاب السياسي أمس على ما عداه من مواضيع إجتماعية كان لها الحصة في التداول العام الماضي. بدا الأمر مترابطاً أكان من خلال الكلمات الملقاة أو مداخلات المشاركين في هذه المسابقة حيث التصويب كان واضحاً النظام السوري. ثلاثة فائزين عن ثلاث فئات: “مقال الرأي” الذي راحت جائزته للصحافي السوري أيمن الأحمد المقيم حالياً في تركيا. كتب الأحمد “أبي... من هو ميشيل سورا؟” الذي يتحدث عن ثقافة الخوف التي تزرع منذ الصغر في سوريا عبر السلطات السياسية والأمنية. وعن فئة التحقيق الإستقصائي، فاز المصري هشام المناع عن تحقيقه “التجميل بالصودا الكاوية”.
عمل رصد حالة الفساد في مستحضرات التجميل التي تباع في الأسواق المصرية. أما فئة التقرير السمعي- البصري، فقد ذهبت جائزتها الى الصحافي الفلسطيني السوري محمد نور أحمد الذي صوّر الحصار في مخيم اليرموك في سوريا. وكان لافتاً هنا إفراد جزء من الشريط لعرضه على الحاضرين في مشهد برز فيه أطفال يطلقون العنان للغناء فوق الأنقاض وعلى وقع أنغام البيانو. وبدا على الحاضرين التأثر الى حدّ البكاء مما قيل عن المخيم والحصار وتكسير آلة البيانو من قبل “داعش”. ولعلّ الأكثر غرابة أنّ المشاركة من فلسطين تمثلت من غزة وتحقيق محمود ابو الهنود عن أساليب الصيد السامة المضرة بالأسماك وبالبشر، كأنّ فلسطين ومعاناتها تحت الاحتلال تختصران بهذه القضية!.