ضمن برمجتها الخاصة بمرور عشر سنوات على عدوان تموز 2006، وانتصار لبنان ومقاومته بتاريخ 14 آب (أغسطس) الجاري، تعرض قناة «المنار» غداً وثائقي «الخيبة» (منتج منفذ شركة «إبداع» وإخراج فاطمة الدبق) الذي أعدّه رئيس القسم العبري في المحطة حسن حجازي. ضمن ساعة تلفزيونية، يوثق الشريط الإخفاقات التي لحقت بالجيش الصهيوني في هذه الحرب. إخفاقات لن تأتي بألسنة محللين أو ضباط جيش، بل عبر صنّاع وقادة الحرب في الكيان العبري: رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت، وزير «الدفاع الإسرائيلي» السابق أيضاً عمير بيرتز، ورئيس «هيئة الأركان العامة» في جيش العدو دان حالوتس.
صور أرشيفية للعدوان، أغلبها مأخوذ من القنوات العبرية
شهادات هؤلاء مأخوذة من فيلم وثائقي عرض على الشاشات الصهيونية، عمل حجازي على توليف مادته بما يتناسب مع فيلمه لتظهير الشهادات الصريحة والواضحة لهؤلاء وهم يقرّون بالهزيمة التي ألمّت بهم قبل عشر سنوات. يخبرنا حجازي أنّ هذا الشريط القصير يضيء على معاناة قادة الحرب على مدى 33 يوماً، والنقاش القاسي الذي كان يدور بينهم وكيفية مواجهتهم للأزمة، واتخاذ القرارات السياسية والعسكرية اللازمة وقتها.تبعاً لشهادات هؤلاء، فإن أذيال الهزيمة بدأت منذ الأيام الأولى للعدوان، مع فشل القصف الجوي في تحقيق أهدافه، وأيضاً الحديث عن «عملية عسكرية برية محدودة» وهزيمة الجيش الصهيوني في معركتي بنت جبيل ومارون الراس وغيرهما. ويؤرخ هذا الشريط لمحطات أساسية في حرب تموز 2006، تبرز حالتي التخبط والضياع اللتين سادتا أروقة العدو، وخططه وإعداده للمراحل المقبلة في سير هذه الحرب. مراحل كانت تأخذهم من «إخفاق الى آخر» على حد وصف حجازي. رئيس القسم العبري في قناة «المنار»، لا يخفي أنّ جزءاً مما سيرد في الفيلم حُكي وكشف عنه سابقاً خلال السنوات العشر الماضية، أكان ضمن وثائقيات أم تقارير ومقالات إخبارية، لكنه يشدد على أهمية وفرادة هذا العمل في عرض الهزيمة على ألسنة صنّاعها، أي قادة الحرب آنذاك، بشكل مباشر، وتداعياتها على الكيان الصهيوني في ما بعد.
الشريط سيتضمن أيضاً لقاءً مع أحد المحللين الصهاينة أجري من خلال وسيط شركة خاصة، كما سيتضمن صوراً أرشيفية لعدوان تموز 2006، أغلبها مأخوذ من القنوات الإسرائيلية، في توليفة تؤدي الى رسالة واحدة هي إقرار بإخفاقات حرب تموز بلسان قادتها.

* «الخيبة» غداً الأربعاء عند الساعة 22:30 على شاشة «المنار».