مقابل الأغنية الفرنسية الخالدة، على غرار جورج براسنس الذي يغنّيه صديقه و«خادمه» ماكسيم لوفورستييه ضمن «مهرجانات بيبلوس الدولية» (راجع المقال أعلاه)، أغنية فرنسية من نوع آخر. إنها تلك العاطفية المباشرة الناضحة بالحنين والعذاب والعشق والخيبة والحب، الحب، الحب ولا شيء سوى الحب. المشكلة طبعاً ليست في الحب، بل بطرق التعبير عنه. لكن، لا بأس، شكلت هذه الأغنيات الفرنسية محطة في حيواتنا جميعاً، بعضنا اختبرها وتخطاها، وبعضنا الآخر علق فيها، غالباً عن جهل ما في تاريخ الأغنية الفرنسية من أعمال عظيمة لا تبثّها الإذاعات الفرنكوفونية المحلية التي يعرفها الجميع ولا ضرورة لتسميتها.في هذا السياق، استضافت «مهرجانات الضبية الدولية» قبل أيام المغنية المغمورة جوان بلوتو في تحية إلى شحرورة الأغنية الفرنسية الراحلة داليدا تحت عنوان Dalida, toute une vie. في مهرجان «أعياد بيروت» الذي يقام في «سوليدير»، تقام حفلة لمعبودة الفتيات المراهقات (وأمهاتهن أحياناً)، رسولة الأغنية الفرنسية العاطفية الخفيفة الحديثة ايلين سيغارا في 29 تموز (يوليو) الحالي. سيغارا سطع نجمها بسرعة فائقة مطلع الألفية فغطّت على الرموز الكلاسيكيين لهذا النمط المنتشر جداً في لبنان الفرنكوفوني.
أما شمالاً، فأمسية مزدوجة في «إهدنيات» هذا الصيف تقام في 5 آب (أغسطس) المقبل. يحيي الأمسية رمزان مخضرمان في مجال الأغنية الفرنسية الرومانسية، وهما المغنية ميشال تور (1947) وزميلها هيرفيه فيلار (1946). الأخير بدأ مسيرته في الستينيات وألهب قلوب النساء والفتيات حول العالم ولا يزال من الأسماء المطلوبة لإحياء سهرات عيد العشاق في كل سنة. يتشارك صاحب Méditerranéenne Capri c’est fini وreviens مسرح مهرجان «إهدنيات» مع ميشال تور (1947). تلقّب تور بـ «بياف الشقراء» وهي من أغزر المغنيات الفرنسيات وتتمتع بمواصفات المرأة الرومانسية العاشقة التي تتكلّم باسم الفتيات اليافعات خلال أولى خطواتهن على درب العلاقات العاطفية. باعت أسطوانات تور ملايين النسخ حول العالم، وما زالت لغاية اليوم تحيي الحفلات في فرنسا وخارجها، مدغدغة مشاعر الحنين عند الجيل القديم ومحاكية قلوب العشاق الرومانسيين الذين لا تلبّي رغباتهم (أو ينفرون من) نصوص سيرج غينسبور الإيروتيكية ولا حتى تلك العاطفية، حيث التهكّم والسخرية جاهزان دوماً لتنغيص الحلم الجميل!