اهتمت الصحف بالخبر وأفردت له مساحة في المانشيتلم يردع هؤلاء فرحة الغالبية ببطلان التنازل عن الجزيرتين، وإنطلقت إشتباكات لفظية بين الطرفين على مواقع التواصل الإجتماعي. ملخّص ما سبق أن القرّاء لم يعودوا ينتظرون ما تقوله الصحف والبرامج، لهذا جاء الإهتمام خافتاً بما جرى. مساء اليوم نفسه، إقتصرت المتابعة على برنامجين إثنين فقط هما: «العاشرة مساء» (دريم) و«على مسؤوليتي» (صدى البلد)، وكلاهما مستمرّ طوال شهر رمضان، لكن من خلال ساعة واحدة فقط. وائل الإبراشي مقدّم «العاشرة مساء» من الوجوه التي رفضت الاتفاقية منذ البداية. وقد أكّد في حلقة مساء الثلاثاء الماضي أن موقفه كما هو، موجّهاً التحية للقضاء المصري. فيما قال أحمد موسى مقدّم «على مسؤوليتي» إنه سعيد بالحكم، تأكيداً على إستقلالية القضاء، لكنه حرص على استضافة أصوات تقلّل من تأثير الحكم وتعدّه كأنّه لم يكن.
لكن الجمهور بحث عن أيّ رد فعل للممثل أحمد بدير الذي قال لأحمد موسى قبل أسابيع إنّه سيعتزل لو ثبتت مصرية الجزيرتين، وسط مطالبات ساخرة بتنفيذ العهد وإتخاذ قرار الإعتزال.
كالعادة، وقف الصحافي مصطفى بكري على أعلى درجات الدفاع عن سعودية الجزيرتين، وهو الذي كان يستعدّ لإصدار كتاب يؤكّد بـ «الوثائق» أن الجزر «غير مصرية». سارع بكري للتأكيد عبر تويتر أن الحُكم غير مُلزم للدولة، بينما سخر المتابعون من مشروع الكتاب منه واحتفوا بأخبار تقدُّم بعض المحامين ببلاغات تتهم بكري ومن على شاكلته بـ «الخيانة وبثّ أخبار كاذبة».
هي الإتهامات نفسها التي طاولت المعارضين للتنازل عن تيران وصنافير، لكن الآية إنقلبت بعد حُكم محكمة القضاء الإداري، الذي يصبح بموجبه كل من ينفي مصرية الجزيرتين يروّج لأخبار كاذبة ويشجع على التنازل عن أرض مصرية.
أما صحف صباح اليوم التالي، فمعظمها إهتمّ بأن يحتل الخبر المانشيت الرئيسي. جريدة «المصري اليوم» مثلاً، إستخدمت هاشتاغ #تيران_وصنافير_مصرية في العنوان، فيما وصفت جريدة «البوابة» ما جرى بأنه «إرتباك»، مشيرة إلى أن علاقات القاهرة والرياض لن تتأثّر.
في الوقت نفسه، لم يعد معروفاً إذا ما كان سيجري عرض الاتفاقية على مجلس النواب بعد بطلانها أم لا.
من جهتها، رأت جريدة «المقال» أن الحُكم انتصار لها، لكونها اليومية الوحيدة التي دعمت مصرية الجزيرتين منذ البداية وبشكل مكثف. وقال عنوانها الرئيسي: «يحيا العدل... تيران وصنافير مصرية للأبد». أما «الأهرام»، أعرق الصحف وأقربها للدولة، فجاءت تغطيتها باهتة في عدد الأمس، وتضمّن عنوان التغطية معلومة حول «طعن الحكومة» بحكم بطلان الاتفاقية، ولم تنشر أيّ صور مع الخبر.