حواط تؤدي غالباً أعمالاً لأم كلثوم في حفلاتها، وتعطيها حصة كبيرة في برامجها. في نظرها، «أم كلثوم خلاصة الكلام، وخلاصة الالحان، وأغنياتها من صميم الحياة. لا يمكن أن يُضاف اليها شيء. وهذه المحطة أقف عندها دائماً. لكن ذلك لا يمنع من أن أكون متجذرة بتراث بلادي. ومن هذا التراث أنتقل الى ذلك التراث الطربي. المهم أن أبقى في المستوى نفسه، لأنّ الفن الراقي هو نفسه أينما كان. هذه هي الأصالة».
تخصّص حصة كبيرة لأم كلثوم في برنامجها
على الرغم مما تتمتع به من صوت طربي ساحر، جعل بعضهم يطلق عليها لقب «أم كلثوم لبنان»، إلا أنّ حواط لا تكثر من إطلالاتها المباشرة، ولا تقدّم الكثير من الحفلات خلال العام. والسبب «لا يخصني أنا، بل المعنيين بالشأن الفني الطربي الاصيل. لن أذهب لأعرض نفسي أو أقدم نفسي من أجل طلب إقامة حفلة موسيقية. ولكن في المقابل، هناك مؤسسات أحترمها وأحبها. كما أنّ هذا الجيل متعطش لهذه الامور على عكس ما يُحكى».
في المقابل، من الغريب أيضاً ألا تكون لحواط أي ألحان خاصة بها أو تسجيلات على الرغم من طاقاتها هذه. وهنا أيضاً، لا تبدو الفنانة راضية عن تعامل المعنيين بالموضوع معه. تقول: «لو تقدّم لي شيء ما، لكنت تحدّثت عن الأمر. لكن ليس هناك ما اقتُرح علي وأنا رفضته. إن حصل ذلك، سأقبل بكل سرور بشرط أن يكون بالمستوى الذي أريده».
وكما هي حال كل فنان متمكن من أدائه الغنائي، تعطي حواط مساحة للارتجال في أمسياتها. هي معروفة خصوصاً بعفويتها وبطبيعيتها التي لا تتنازل عنهما وتقرنهما دائماً بمستوى عال في الأداء لأنها كما تقول «أحترم الجمهور الذي يصغي إليّ». وفي المقابل، تشدد على أنّ الانسانية هي أهم شيء في حياتنا، فإن خسرناها، فقدنا كل شيء.
ستكون حواط إذاً على خشبة «مسرح المدينة» مع ابنها سامي، وفرقة «الرحالة» التي لطالما رافقت الأخير في حفلاته. الوقوف مع ابنها يعني الكثير للفنانة التي لا تخفي سعادتها في الأداء الى جانبه وتقديم المستوى نفسه ولكن في أغنيات مختلفة عن النمط الذي عرفناه فيه.
* حفلة تيريز حواط: 21:30 مساء اليوم ــ «مسرح المدينة» (الحمرا) ـ للاستعلام: 01/753010
