روحانية شهر رمضان شكّلت الإطار المثالي لإطلاق «رمضانيات بيروتية»، الذي يريده منظموه نوعاً من الخلطة التي تعكس جوهر المجتمع اللبناني، متضمّنةً أنشطة من مختلف المجالات، أبرزها الموسيقى والأزياء والطهو. كما ستكون هناك أجنحة مخصصة للأولاد، إضافة الى معارض الرسوم وغيرها مخصصة لمختلف المجالات الفنية. المهرجان من تنظيم «بيروتيات»، وهي منظمة غير حكومية، ترمي الى إلقاء الضوء على غنى بيروت من الناحية الثقافية والدينية والعرقية، كما أنّ أهدافها خيرية. في كل عام، يعيد المهرجان إحياء حقبة ما في تاريخ البلاد، ويختار تيمة عامة تطغى على الجو العام للحدث، خصوصاً في ما يتعلق بالديكور الداخلي للمكان. في العام الماضي، استعاد المهرجان حقبة الأربعينيات في وسط المدينة. أما السنة، فالحدث مطبوع بتيمة جديدة. سيغرق زوار «بيال» في شارع الحمرا أيام السبعينيات، ويستكشفون طابعها الثقافي الذي كان طاغياً آنذلك، رغبة من المنظمين في إعادة الناس الى ما يعتبرونه أيام المجد في بيروت.
أداء حي لألحان شرقية مع كفاح المصري، والختام مع فرقة «كريسباند»

منذ انطلاقته، رمى المهرجان الى التعريف على التقاليد، و«تقديم صورة مغايرة للاسلام، يطبعها الفن والتذوق والثقافة، والتأكيد على فكرة أن رمضان ليس تطرفاً بل انفتاح وحوار» على حد تعبير المنظمين. كما يهدف الحدث الى تسليط الضوء على أهمية الاتحاد أمام قيم الحب والسلام والتسامح التي تجتمع عليه الأديان السماوية كلها.
خيار شارع الحمرا تيمة للمهرجان هذا العام، يعود الى أسباب عدة، أهمها ما كانت تمثله في سبعينيات القرن المنصرم من مدينة كوزموبوليتانية وما كانت تتمتع به من مجد. كانت تضمّ مختلف الثقافات، وفيها المسارح والمقاهي. تقول شيرلي شقير من جميعة «بيروتيات»: «كانت مثل الشانزيليزيه في وقتها. من خلال هذا المهرجان، سنستعيد ذكريات الماضي الجميل في بيروت. وفي هذا الشهر الفضيل، الناس يتبادلون كل شيء، ونحن نفعل ذلك في المهرجان، سواء كان ذلك من الناحية الثقافية أو من خلال مساعدة الناس. في المقابل، يحمل المهرجان طابعاً خيرياً، لذا نسعى أيضاً عبره الى مساعدة المحتاجين. كلفة الدخول رمزية لكنها ستكون من أجل جمع التبرعات».
كالعادة، تحتل الموسيقى حصة كبيرة من المهرجان. تزامن انطلاق الحدث هذه السنة مع عيد الموسيقى. لذا، استضاف مجمع «بيال» من ضمن نشاطات اليوم الاول منصة خاصة بعيد الموسيقى الذي نُظم بالتعاون مع السفارة الفرنسية في أماكن عدة في بيروت. كان الافتتاح أمس مع عدد من العروض الموسيقية، انطلقت مع أداء لجوقة وطوني البايع، تبعتها فرقة «كمنجاتي» من فلسطين. كما كان هناك أداء حي لألحان شرقية مع كفاح المصري. أما الختام، فمع فرقة «كريسباند». اليوم، يستضيف المهرجان عرضاً أصبح من الثوابت في برنامجه، ومن أكثرها ترقباً، وهو عرض الدراويش. يبدي المهرجان انفتاحاً على كافة الانماط الموسيقية، إذ سنكون على موعد مع موسيقى لاتينية وعربية وأندلسية. الخلطة الكوزموبوليتانية تتمثل أيضاً في استقطاب عرض رقص اندونيسي، وكذلك جلسات يوغا هندية فنية.
في ما يتعلق بالازياء، ستلتقي الألوان الصاخبة بالاقمشة التقليدية، في عروض أزياء «ست الحسن»، كما أن المنظمين سيسلمون في نهاية المهرجان جائزة لأفضل لباس من وحي سبعينيات القرن المنصرم. أخيراً، للحكايات أيضاً حصتها في الحدث الذي يترك فسحة فن الحكواتي من خلال أمسية من تقديم غيدا مجذوب.

* «رمضانيات»: حتى 25 حزيران ــ من الساعة السابعة مساءً حتى الواحدة بعد منتصف الليل ــ «بيال» (واجهة بيروت البحرية). للاستعلام: 01/637000 أو www.beirutiyat.org