تختصر الأفلام الـ 21 القصيرة المشاركة في «سينمائيات» حكايا كثيرة: فمن الخيالي المحض إلى الواقعي المباشرة، ومن الوثائقي إلى المحلي الضيّق.ياتي فيلم «مبروك» (21:25 دقيقة) لسينتيا كرم من جامعة الـ «ألبا»، واقعياً للغاية. إنها حكاية الزوجين الذين فازا بجائزةٍ قدرها 100 ألف دولار أميركي خلال فترة الميلاد، وعليهما أن يخفيا ذلك عن عائلتيهما. في الإطار عينه أي العلاقات الزوجية، نجد «سلوى» (17 دقيقة) لعمر صفير من الجامعة اللبنانية، الذي يتناول العلاقة التي تجمع سلوى الأربعينية بزوجها الكولونيل. سلوى تكره تسلّط زوجها، فتغرق في علاقةٍ أخرى. الأمر نفسه ينسحب على فيلم «أسيل وجاد» (23:21 دقيقة) لبان فقيه وإن كنا نشاهد تطوراً منهجياً في الدراما المحكية فيه. إذ يرغب الزوجان أسيل وجاد بتناول طعام العشاء أمام نافذة تمكّنهما من مشاهدة جاريهما يمارسان الحب. يتطوّر الأمر ليشهد نقاشاً عفوياً وصريحاً حول علاقتهما. في إطار العلاقات الإنسانية أيضاً، نجد Grand Ecart من 15 دقيقة لتراسي كرم من جامعة NDU: ليلى وسيريل يلتقيان بعد عشر سنوات، حيث ليلى صارت فنانةً معروفة، بينما سيريل لا يزال في مكانه. الحب أيضاً يمتلك الأجواء في «نسيج» (16 دقيقة) ليارا الضاهر من الجامعة الأنطونية، و«مرة في الحياة» (28:24 دقيقة) لجورج برباري من LAU (وهو الفيلم الأطول في المهرجان) و«كيوبيد» (11 دقيقة) لجلبير مهنا من NDU. يتناول الأوّل علاقة حبٍ بين رسامٍ يقع وامرأة ثلاثينية وتتغير حياته بعدها، وهو الأمر نفسه الذي يقاربه الثاني حين يقع صيادٌ شاب من قرية شمالية صغيرة في حبّ زائرةٍ عابرة. أما الثالث، فيقارب الخوارق والماورائيات وإن ارتبط بالحب مباشرةً عبر ملاكتي حب كيوبيدتيتين في رحلتهما البحثية عن معنى للحب. على صعيدٍ موازٍ، نجد «فوق العش» (14:43 دقيقة) لجورج حازم (الجامعة اللبنانية) الذي يقارب علاقةٍ تجمع بين فتاتين والصراعات التي تدور حولها.
ولأنَّ الخوارق هي جزءٌ من صناعة الأفلام، كان من الطبيعي أن نشهد أفلاماً تتناول هذه الجوانب. يتناول «أرضٍ مقفرة» (12 د) لأسعد خويري (جامعة USEK) حكاية رجلٍ في أرضٍ مقفرة (بيروت) محاولاً أن يعيد الحياة لإحدى نباتاته الميتة. زميلته من USEK أيضاً روبين نشار تقارب بعداً خوارقياً آخر في Morphee (15 دقيقة) حيث نجد ربى التي تعمل كمحللة جنائية وتعيش حياةً عادية إلى أن تأتيها جثةٌ تشبهها جداً. الإطار عينه يظل متقارباً مع نقاش فيلم ماري ناشف Meche متناولاً «روح الوقت» وكيف أنّها موجودة منذ الأزل. وفي جو أكثر خيالية، نجد فيلم «الشارب» لساندرا بطرس حيث منطق اللامعقول هو السائد في غرفةٍ تزين حوائطها شواربٌ من أشكالٍ وأنواع مختلفة، ورجل يقع ضحية لعبةٍ ما. أما «سمير شيخ الشباب» (21 دقيقة) لكريستيل يونس (IESAV)، فتقارب بعداً آخر هو الموت، إذ يجد سمير نفسه راقداً في تابوته في عزائه الخاص.
على جانب آخر، نجد Vartan the Movie (9:31 د) لهرير كالميكريان من الجامعة اللبنانية، متناولاً كيفية تأثير تغير الأفكار على حياة الإنسان نفسه، وهو قريبٌ للغاية من فيلم 3(I) الذي يصل إلى 14 دقيقة، وهو الفيلم الصامت الوحيد في المهرجان. تحكي مخرجته ستيفاني بارود من جامعة AKU، عن كيفية إيجاد المرء حريته من داخل نفسه بذاتها بغض النظر عما حوله من قيود وزنازين. وعن المقاربات الإنسانية، نجد «نشرت غسيلي» (15 دقيقة) لربى يوسف من جامعة AUT، ملخصاً حياة ممتعة لفتاةٍ في 21 من عمرها، وOne Story At a Time لنيللي شهوان من جامعة LGU الذي يتناول في حوالى 22 دقيقة، حياة ثلاث شخصيات من أعمار مختلفة. ويغوص With Thy Spirit (17:55) لكريم رحباني في حياة الأب جريس الذي يعيش حياة هادئة في ديره ليجد نفسه متورطاً في حادثٍ مأساوي، في حين يحكي فيلم ميشال زرازير «تحت الأثواب» حكاية المونسنيور الذي يدوس على لغمٍ أرضي أثناء زيارته لإحدى الإرساليات. أما الوثائقي الوحيد في المهرجان، فهو فيلم سارة مزهر «بشرفك» (9:35) من الجامعة الأنطونية، متناولاً جريمة الشرف وأثرها على المجتمع اللبناني.